الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور الفتاة بضعفها وتحقيرها لنفسها أمام خطيبها

السؤال

أنا فتاة أعيش بدون روح، مشكلتي أنني أحب شاباً، وعزمنا على الخطبة لكني أخاف، أنا أنظر له وكأنه أفضل شاب بهذا الوجود، وأحبه وأقتنع بحديثه، وهو -الحمد لله- ملتزم، وأشعر أنه مهما طلب يجب أن أسمع كلامه، لكن بنفس الوقت أشعر أنني لا شيء بالنسبة له، مع أنه دائماً يخبرني بأنني أغلى شيء بحياته.

أشعر أنني لا شيء بكل هذا العالم، وكأنني أقل الناس، أحياناً تحصل بيننا خلافات أجد بداخلي أنه المخطئ وأنني على صواب، لكنني لا أستطيع مواجهته فأخاف أن يغضب أو يجرحه كلامي.

أعلم أنه لا يوجد منطق بحديثي هذا، لكنني أتمنى أن أكون كالأشخاص الآخرين أن أحب نفسي وأدافع عنها.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عزمكم على الخطبة لا يكفي ولا يبيح لكم هذا التوسع في المحادثات والتلاوم، بل إن الخطبة نفسها إذا حصلت ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكنها غطاء شرعي لأنها تكون بعلم الأهل وحضور بعضهم، وهي مفتاح للسؤال عن الشاب والتعرف على أحواله، كما أنها تبيح للخاطب أن يتعرف على أهلك وأحوالك؛ ولذلك فنحن ننصحكم بإيقاف كل شيء حتى يطرق الباب، فإذا حصل منكم القبول والميل ووجد عنده مثل ذلك، فهناك سوف يسهل كل شيء طالما كان الدين موجوداً والأخلاق راسخة.

وأنت بمثابة البنت والأخت، ولذلك أنصحكم بإيقاف كل هذه الاتصالات، وأطلب منه أن يطرق باب داركم، وهذا اختبار لصدق نيته، وهذه هي البداية الصحيحة للحياة الزوجية الناجحة المستقرة.

أما ما تشعرين به من تقليل من شأن نفسك وليس في مكانه فالأمر سهل، والضعف في المرأة لا يعد عيباً في كل الأحوال، وسواء الرد أو إحراج المتحدث ليس من الأمور المطلوبة لا من الرجال ولا من النساء، ومثل هذه المحادثات والمواقف غير كافية في الحكم على الأشياء والأشخاص، وعندما تصبح العلاقة شرعية فسوف تكون فرص الأخذ والرد والتفاهم كبيرة.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله ثم بالمسارعة بتصحيح هذه العلاقة ووصفها في إطارها الشرعي حتى لا توقعوا أنفسكم في مخالفات وأخطاء تكون لها آثار سيئة على مستقبل الجميع، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكما به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً