الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتم معالجة التبول الاإرادي عند الطفل؟

السؤال

السلام عليكم..

أخي عمره 29 عاماً، متزوج ولديه طفل، ولكنه يبول في فراشه كلما غضب أو كبت في نفسه، ولا يقبل أن يذهب إلى طبيب، وهذه الحالة موجودة لديه قبل أن يتزوج، وتوقعنا أن تزول مع الوقت ولكن ذلك لم يحدث، فما العلاج؟ علماً بأنه يعاني من الصدفية.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن التبول اللاإرادي في هذا العمر هو أمر مزعج من الناحية الاجتماعية ومن الناحية الصحية، ولكن يجب أن نتجنب انتقاده تماماً، وربما يصعب عليك كأنثى التحدث معه في هذا الموضوع، ولكن نصيحتي بأن يذهب إلى الطبيب من أجل بعض الفحوصات البسيطة، ورغم رفضه الذهاب إلى الطبيب لأنه يتخوف من الحرج فيمكن أن يذهب إلى الطبيب ويخبره أن لديه بعض المشاكل في البول، ومنها التبول اللاإرادي في بعض الأحيان، فهذا مفهوم لدى الأطباء.

هذا هو الوضع الأمثل والأفضل، وأما إذا رفض فإن الأسباب الشائعة لمثل هذه الحالات هو أنه ربما يكون يعاني من التهاب في المثانة أو أن لديه ما يعرف بالمثانة العصبية، وهذا هو الغالب؛ لأن التبول اللاإرادي لديه مرتبط بالتوتر والغضب، فالإنسان حين يغضب في نفسه قد تغضب بعض أعضائه وتنقبض ومنها المثانة والقولون وهكذا، وحينما تنقبض المثانة يقل استيعابها لكمية البول وتحاول أن تُخرج البول بأسرع ما يمكن.

وهناك أيضاً نوبات صرعية قد تحدث لبعض الناس ليلاً، وهذه النوبات الصرعية من علاماتها التبول اللاإرادي، ولا أقول أن هذا الأخ لديه مرض الصرع، ولكن هذه لابد أن أوضحها، ومرض الصرع عموماً هو من الأمراض البسيطة التي يمكن علاجها، ويتم تشخيصه بمراقبة المريض إذا كانت تحدث له تشنجات مع التبول أم لا، وإجراء تخطيط الدماغ أيضاً يعتبر من الأشياء المفيدة، فهذه هي الأسباب المعروفة والتي نشاهدها كثيراً وتكون هي السبب في التبول اللاإرادي لدى الكبار.

وهناك إرشادات وتوجيهات عامة لهذا الأخ يمكن أن يستفيد منها كثيراً، وهي أن يتجنب الغضب بقدر المستطاع، وحبذا لو اتبع ما ورد في السنة المطهرة في علاج الغضب.

وعليه أن يحاول أن يمسك البول في أثناء النهار، يحصر البول حتى يحس بالألم، هذا يعطي فرصة كبيرة للمثانة لأن تتسع وتحتوي أكبر كمية ممكنة من البول، وينبغي عليه ممارسة أي تمارين رياضية خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن، وهذا يفيد كثيراً، ولابد أن يتجنب شرب المدرات كالشاي والقهوة والحليب بعد الساعة السادسة أو السابعة مساءً.

وهناك دواء ممتاز يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، هذا الدواء يفيد في هذه الحالات كثيراً، وهذا الدواء يعالج التبول اللاإرادي، وفوق ذلك يعالج القلق والتوتر، وما دام هذا الأخ لديه الصدفية فهذا يعني أيضاً أنه لديه عوامل التوتر والقلق واضحة؛ لأن الصدفية واحد من مثيراتها هو الحالة النفسية لدى الإنسان، فإذن يصبح من المنطق أن يتناول هذا الأخ هذا الدواء، وعلى العموم إذا فشلت كل المساعي في رأيي أن تحضروا له الدواء وتعطوه له وسوف يفيد- إن شاء الله.

وجرعة البداية بالنسبة للتفرانيل هي خمسة وعشرون مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً، ويستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم يخفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، وهذا الدواء من الأدوية المفيدة والبسيطة وسوف يساعده كثيراً، ونشكرك كثيراً على اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله له العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً