الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: (الدين النصيحة.. لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم)

السؤال

(النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فكيف تكون النصيحة للرسول؟ وما المقصود هنا بالرسول؟ هل هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم هو أي رسول مرسل -أي ما نسميه بالعامية (مرسال)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن شريعتنا تهتم بالنصيحة وتُعلي من شأنها؛ لأنها دليلٌ على الإخلاص والصدق وإرادة الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتابع عليها أصحابه كما حصل مع جرير بن عبد الله البجلي الذي يقول: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)، والنصح والأمانة صفة لرسل الله الكرام وعلى دربهم سار أهل التقوى والإيمان، وقد رفع الإسلام من شأن النصيحة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) ومعنى ذلك جماع الدين النصيحة، (فقالوا: لمن يا رسول الله؟ فقال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم)، والنصح لله يكون بتوحيده وإفراده بالعبادة، والدعوة إليه سبحانه، والنصيحة لرسوله تكون باتباعه والسير على سننه والاهتداء بشريعته.

أما لكتابه فالمقصود تعظيم الكتاب وحفظه وتلاوته والعمل والتحاكم إليه، وتدبره، والاستشفاء به بعد التصديق بما جاء فيه، والنصح لأئمة المسلمين يكون بطاعتهم والدعاء لهم وإرشادهم بلطف وعدم الخروج على سلطانهم، أما النصح لعامة المسلمين فيكون بالشفقة عليهم وبتعليم جاهلهم، ونصح وإرشاد عاقلهم، والسعي في حاجاتهم وصدق التعامل معهم.

ولا شك أن المقصود بالرسول هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولكن النصح مطلوب لكل مرسال ولمن أرسله، والمرسال في الغالب يكون من عامة المسلمين، وعلى كل حال فكلنا يحتاج إلى النصح: الكبير والصغير والعالم والجاهل، وقد قال الشافعي رحمه الله: (ليس أحد أكبر من أن يُنصح، وليس أحد أصغر من أن يَنصح).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالحرص على النصح لكل مسلم، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً