الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التأتأة عند الطفل والتبول اللاإرادي

السؤال

السلام عليكم.

أنا رجل متزوج ولدي ثلاثة أطفال، الأول عمره 6 سنوات والثاني 5 سنوات والثالث شهران.

الطفل الثاني ذو الخمس سنوات متعلق بي جداً فوق اللازم، لا يحب النوم مع أخيه، في الليل يأتي لينام معي أكثر من مرتين، لديه مشكلة التأتأة نسبيا.
لا أعرف كيف أتصرف معه وما هو الحل لهذه المشكلة؟

كما أنه يعاني من التبول اللاإرادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن وجود التأتأة والتعلق الزائد من هذا الابن – حفظه الله – وكذلك التبول اللاإرادي، فهذه تسمى بـ (عصابيات الطفولة) أي أنها موازيات القلق أو دلائل القلق، فهذا دليل على أن الطفل قلق لشيء ما، والطفل الذي يتعلق بوالديه بشدة لابد أن الوالدين أو أحدهما يكون ساهم في ذلك لظرف معين، هذا يحدث في حالات مرض الطفل أو قدوم مولود جديد – وهكذا – تكون هنالك أحداث حياتية تجعل الطفل يلتصق بوالديه، وفي نفس الوقت يُشجع الوالدين هذا المسلك بصورة شعورية أو لا شعورية، ثم بعد ذلك يبدأ شعور الوالد أو الوالدة بأنه توجد مشكلة حقيقة، ويحاول أن ينفر الطفل ويبعده عنه، وهذا يؤدي إلى هذه الصعوبات وهذه الإشكاليات.

ولاشك أن قدوم الطفل الثالث – حفظه الله – يعتبر أيضاً حدثاً حياتياً هاماً للطفل الثاني، والبول اللاإرادي هو من أكبر مؤشرات الاحتجاج على هذا القادم الجديد.

هذه الصعوبات السلوكية من الأطفال تنتهي تلقائياً، لكن الذي أنصح به:

أولاً: أن تحاولوا بقدر المستطاع أن تبعدوا الطفل عنكم قليلاً حتى في أثناء اليوم، دعوه أن يكون مع الأطفال الآخرين، وهذه مهمة جدّاً.

ثانياً: اجعلوه يشد انتباهه إلى الألعاب ذات الجدوى التعليمية والتربوية، فبعض الألعاب يمكن أن يستفيد منها الطفل ويندمج معها كثيراً، وحين يندمج الطفل لأي فترة ويبتعد عنكم قوموا بتشجيعه وذلك بالابتسامة والتلاطف معه وتقديم الهدايا البسيطة – وهكذا -.

بالنسبة بأنه لا ينام مع أخيه في أثناء الليل، فأعتقد أنك أو والدته يمكن الجلوس معه في غرفة أخيه، وبعد أن ينام يمكن الانسحاب بكل هدوء، وحتى لو استيقظ ليلاً يتم إرجاعه.. هذا منهج من المناهج وهناك مناهج كثيرة.

إذن بقدر المستطاع هو أن تبني مسافة بينك وبين الطفل، ويجب أن تتحمل ذلك، ويجب أن تعامله والدته أيضاً بنفس الطريقة.

وثانياً: يجب أن يشجع الطفل على أي عمل إيجابي يقوم به.

وثالثاً: يجب أن نعطي هذا الطفل الفرصة للاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين، وبالنسبة للتأتأة لا ننصح أبداً أن يُلفت نظره إلى هذا الأمر، وذلك بمحاولة تصحيحه ونجعله ينطق الكلمات بصورة صحيحة، لا بل نتجاهل هذا الأمر تماماً، واختلاطه بالأطفال الآخرين سوف يوسع من مداركه ويجعله يتحدث - إن شاء الله تعالى – بصورة أكثر وضوحاً.

بالنسبة للتبول اللاإرادي فكما ذكرت لك هو أيضاً دليل على عدم الاستقرار النفسي، ولا ننصح حقيقة باستعمال الأدوية في هذه السن، فهنالك أدوية مثل عقار يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، هي جيدة جدّاً لعلاج التبول اللاإرادي، ولكن أعتقد تجاهل التصاق الطفل وتعلقه الشديد بك، وتشجيعه على عمل ما هو إيجابي وتحفيزه على ذلك، وأن نجعله يلعب مع بقية الأطفال الآخرين فهذا سوف يساعد في التحكم في التبول اللاإرادي، وبالطبع يجب ألا يُعطى الطفل مشروبات بعد الساعة السادسة مساءً مثلاً بقدر المستطاع، ومن الضروري أيضاً ألا ينتقد وألا يوبخ الطفل كثيراً حيال التبول، ولا نجعله يخجل من فعلته ،ولكننا ننبهه بلطف ونجعل بينه وبين أخيه نوعا من المقارنة بأن نقول له انظر إلى أخيك فهو ـ الحمد لله ـ لا يتبول فلماذا أنت لا تكون مثله) – وهكذا – وعموماً هذه الأمور تنتهي تلقائياً.

أعتقد أنه في عمر دخوله المدرسة وهذا سوف يتيح له الفرصة للارتباط بالعالم الخارجي، فهو الآن منغمس ومرتبط ارتباطا كاملاً بالعالم الداخلي – عالم البيت – ولكن حين يذهب إلى المدرسة سوف يكوّن مسلكا جديدا وذلك بتفاعله مع بقية الأطفال.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً