الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدوث خشونة في الركبة ناتجة عن تآكل الغضروف.. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي يعاني من آلام في الركبة من الداخل، وعندما يكون جالساً ثم يقوم يجدها من الداخل أصبحت كالكرة القاسية، وبعد مراجعته للمستشفى وتصويرها بالأشعة تبين وجود تآكل بالعظام لديه، فهل هذا التشخيص صحيح؟ وإذا كان غير صحيح فما تفسير هذه الحالة؟ وما العلاج الشافي؟!

علماً بأن والدي في السبعين من عمره.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما يعاني منه والدك هو تآكل الغضروف في الركبة مسبباً خشونة الركبة، وكثيراً ما يقال أنه تآكل في العظم إلا أنه في الحقيقة هو أن الغضروف المبطن لسطح المفصل مع السن يبدأ بالتآكل، وبالتالي تصبح هناك فجوات على سطح الغضروف الذي يقوم بتسهيل حركة العظم على العظم الآخر، ومع الوقت تزداد هذه الفجوات على سطح الغضروف، وتصل إلى مرحلة أن يتآكل تماماً في بعض المناطق، مما يجعل هناك احتكاكاً بين العظمين في المفصل.

ولخشونة الركبة أسباب متعددة، وقد يجتمع أكثر من سبب عند بعض المرضى:

1- الوراثة: حيث أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية لهذا المرض.
2- السمنة: وهي من أهم الأسباب لهذا المرض.
3- العمر: تزداد الإصابة مع تقدم السن ومع فقدان الغضاريف حيويتها.
4- الإجهاد المتكرر على الركبة: كمن يعمل لفترات طويلة بوضعية ثني الركب.
5- الرضوض السابقة على الركبة.

والنساء يصبن بهذا المرض أكثر من الرجال، وأعراض هذا المرض تكون بشكل ألم عند ثني الركبة للصلاة مثلاً أو مع صعود الدرج أو نزوله أو المشي في الحالات المتقدمة، وكذلك صدور أصوات فرقعة نتيجة احتكاك العظمين المتجاورين مع حركة المفصل، وتحدد الحركة.

ولا يوجد علاج دوائي شاف لهذه الحالة، وإنما يعالج بالمسكنات وإجراء تمارين طبيعية لتقوية عضلات الركبة، وأحياناً نلجأ لإعطاء حقنة كورتيزون في حالات تورم الركبة، وينصح بتجنب الوقوف الطويل وعدم تكرار صعود ونزول السلم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغوط على مفصل الركبة مما يزيد من خشونة الركبة وآلامها.

ويجب تجنب ثني مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة، سواء بثنيها تحت الكرسي الذي تجلس عليه أو بالجلوس على كرسي منخفض أو بثنيها أثناء الصلاة، خاصة وضع قراءة التشهد، حيث يجب أن تجلس على كرسي.

وينصح بتجنب بعض أنواع الجلوس الخاطئة، مثل تربيع الساقين أو الجلوس في وضع القرفصاء أو الجلوس على الأرض أو الجلوس مع ثني الساق أسفل الجسم، ويعتبر المشي من الرياضات الجيدة إن أمكن أن يؤديها الوالد، فهي تؤدي إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية عضلاتها، ولكن يجب أن يتم ذلك بدون إجهاد لمفصل الركبة وفي غير أوقات الألم الشديد وعلى أرض مستوية، ويفضل ارتداء حذاء رياضي أثناء المشي، وكمبدأ هام لمرضى خشونة الركبة: (تحرك وكن نشيطاً ولكن تجنب الإجهاد).

وينبغي إنقاص الوزن لأنه يؤدي إلى تخفيض الأحمال على مفصل الركبة، ولذلك يجب الحد من النشويات والدهون والإكثار من الخضروات والفاكهة، ويمكن للوالد استخدام عصا للاستناد عليها أثناء المشي لتقليل الضغوط على مفصل الركبة، حيث يمسك العصا في اليد العكسية للركبة المصابة، فمثلاً عندما يكون هناك خشونة في الركبة اليمنى تمسك العصا باليد اليسرى، وعند صعود السلم يستند بيده على سور السلم ويصعد درجة درجة، ويصعد بالساق السليمة أولاً في الحالات المتقدمة.

والحل الناجح هو تغيير المفصل بمفصل اصطناعي، وقد يتم إجراؤها لمن في سن والدك إن كانت حالته الصحية العامة جيدة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر فؤاد

    جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات المفيدة

  • الأردن خ

    شكرا

  • المملكة المتحدة المدينه

    جزاكم الله خيرا على هذه المعلومه وان شاء الله تفيد الجميع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً