الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودة حالة التبول اللاإرادي بعد البلوغ

السؤال

أختي عمرها 19 عاماً، كانت تعاني من التبول اللاإرادي في طفولتها (6، 7) سنوات، وتوقف ذلك حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها، ثم عادت لها المشكلة نفسها ثم توقفت.

وقد تفاجأت بذلك مرة ثانية، فهل هذا مرض له علاقة بالحالة النفسية؟ وما العلاج والحل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somebody حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة التي أصابت أختك وهو التبول اللاإرادي في هذا العمر نسميه بالتبول اللاإرادي الثانوي، لأنها كانت تعاني من هذه الحالة ثم توقفت بعد عمر السابعة، ثم أتتها الآن مرة أخرى.

ويعرف عن التبول اللاإرادي أنه يجري في بعض الأسر، بمعنى أن بعض الأسر لديها الميول لذلك، والدراسات تشير في بعض الأحيان أن عدم الاستقرار النفسي قد يؤدي إلى التبول اللاإرادي لدى الأطفال في مراحل عمرية متقدمة نسبياً.

وربما تكون هذه الحادثة حادثة عرضية، كنوع من التكاسل أو كانت في نوم عميق أو أنها قد تناولت سوائل كثيرة قبل النوم أو أنها حلمت أنها في دورة المياه وبدأت في التبول، وهذا يحدث لبعض الناس، ولكن هناك جوانب لابد أن نتأكد منها، فلابد أن نتأكد أنها لا تعاني من التهابات في المسالك البولية؛ لأن التهابات المسالك البولية تجعل بعض الأشخاص عرضة للتبول اللاإرادي، خاصة عند النساء والبنات، فأرجو أن تقوم هذه الأخت – حفظها الله تعالى – بفحص البول لتتأكد أنه لا توجد أي التهابات.

وبعد ذلك ننصحها بنوع من التحوطات البسيطة، فعليها أن لا تتناول سوائل كثيرة بعد الساعة السادسة مساءً، وننصحها أيضاً أن تحسر البول في أثناء النهار، أي أن تجعل المثانة تمتلئ بالبول ولا تتعجل بالذهاب إلى الحمام؛ لأن هذا يعطي عضلات المثانة فرصة للاتساع وتحمل كميات كبيرة من البول.

وهناك بعض البنات قد يكون لديهنَّ ما يعرف بالمثانة الحساسة، والمثانة الحساسة يكون فيها انقباضات عضلية متسارعة في المثانة، وهذا يجعل المثانة لا تتحمل أو لا تخزن أي كمية كبيرة من البول، فمحاولة حسر البول أو محاولة أن لا تذهب إلى الحمام كثيراً في أثناء النهار يجعل المثانة تتسع وتستوعب كميات كبيرة من البول.

كما أنه وجد أن ممارسة الرياضة – خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن – تساعد أيضاً في علاج مثل هذه الحالات، فأرجو أن تطبق هذه الأخت هذه الإرشادات التي ذكرتها.

وبجانب ذلك لا بد أن تذهب إلى الحمام قبل النوم، ولا بد أن تتأكد أن المثانة قد فرغت تماماً من البول، فإن بعض الناس يذهب لقضاء حاجته ولكن حين تختفي حرارة البول يعتقد أن البول قد انتهى وأنه لا توجد أي بقايا منه في المثانة، علماً بأن هناك دراسات تشير إلى أن ربع البول قد يظل موجوداً في المثانة، ولذا يجب أن يدفع الإنسان هذه الكمية من البول، وهذه ضرورية جدّاً.

وإذا استمرت معها الحالة واتضح أنه لا توجد أي التهابات فهناك دواء يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) وهو من الأدوية القديمة، وهو في الأصل دواء لعلاج القلق ولعلا الاكتئاب النفسي، وجد أنه علاج ممتاز لحالات التبول اللاإرادي، والطريقة التي يعمل بها غير معروفة، ولكنه من الأدوية السليمة، فيمكن لهذه الأخت أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة شهر ثم ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

وهناك أدوية أخرى تُستعمل منها أدوية هرمونية وغيره، ولكن هذا الدواء من الأدوية البسيطة وقليلة الآثار الجانبية، وهو مفيد جدّاً، نسأل الله لها العافية، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه، ونشكرك كذلك على اهتمامك بأمر أختك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس rima

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً