الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب التوتر الشرياني وعلاجه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

في تصريح لدكتور من الصحة الأردنية يقول بأن هناك نسبة عالية من المصابين في الأردن بمرض التوتر الشرياني، فهل هذا مرض؟ وما هي أعراضه؟ وما كيفية علاجه؟
مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kasem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:

مرض التوتر الشرياني هو اسم آخر لمرض ارتفاع الضغط، ويسمى أيضاً ارتفاع الضغط الشرياني.
وهو من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، ويقدر في الولايات المتحدة أن (30%) من السكان يعانون من ارتفاع الضغط.
وارتفاع ضغط الدم يمس شريحة كبيرة من السكان في العالم أجمع، فحوالي 25-30 % من الناس في عالمنا العربي مصاب بارتفاع ضغط الدم.

كما أن نصف الأوروبيين تقريباً (45%) مصاب بهذا المرض، ويصيب كذلك (28%) من السكان في أمريكا.

في دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية فقد وجد أن أكثر من (80%) من حالات ارتفاع الضغط في العالم هي في الدول النامية.

في دراسة حديثة من الأردن وجد أن تقريباً (16%) من السكان يعانون من ارتفاع الضغط.

المشكلة في ارتفاع الضغط أن (50%) أو أكثر لا يدرون أن عندهم ارتفاعاً في الضغط وأكثر من 50% ممن يتناولون الأدوية، الضغط عندهم غير منضبط.

المصاب بارتفاع ضغط الدم هو من تجاوز عنده ضغط الدم مستوى 140/90 ملم زئبقيا، وبالنسبة لمرضى السكر والكلى فإن ضغط الدم الطبيعي عند مرضى السكر والمصابين بمرض مزمن في الكلى هو ما دون 130/ 80ملم زئبقيا.

الناس ذوو الضغط الانقباضي ما بين 120-139 ملم زئبقي، والضغط الانبساطي 80-89 ملم زئبقيا، فإن هؤلاء مصابون بما يسمى ( مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم )، وفي السابق وقبل صدور هذه التوصيات الحديثة فإنه كان يعتبر هذه الفئة من الناس طبيعيين تماماً.

على كل حال، فلا تحتاج هذه الشريحة إلى تناول الدواء، ولكن يوصى بتغيير نمط الحياة – كتخفيف الملح واتخاذ نظام حمية غذائي.

إن أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يشكون من أية أعراض، وكثير منهم يتساءل: لماذا أتناول الدواء وما شكوت في حياتي قط؟ ولماذا أنا مضطر لتناول الدواء مدى الحياة؟ هل فعلت شيئاً يسبب ارتفاع ضغط الدم؟ هل فات الأوان!

الحقيقة أن ضغط الدم يعتبر القاتل الصامت، فإذا ما أهمل علاجه أصاب القلب والدماغ والكلى والعين بآفات شديدة، إذ يزيد من احتمال الإصابة بجلطة القلب ( احتشاء القلب ) والسكتة الدماغية.

علاج ارتفاع الضغط ضروري جداً ومدى الحياة ومن جهة أخرى، فإن الدراسات العلمية – تؤكد أن خفض ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي يقلل من نسبة حدوث السكتة الدماغية بمعدل 40 %، ويخفض احتمال حدوث Rw,v القلب بنسبة 50 %، كما يقلل من احتمال حدوث جلطة القلب بنسبة 25 % .

للتركيز على أهمية الضغط الانقباضي ( الرقم الأعلى) للضغط عند من هم فوق الخمسين من العمر، فهو أكثر أهمية كعامل مهيء لحدوث مرض شرايين القلب من الضغط الانبساطي ( الرقم الأدنى ). وكانت التوجيهات فيما مضى تركز على أهمية الضغط الانبساطي.

قياس ضغط الدم والمريض جالس وليس مضطجعا كما كان الأطباء يفعلون من قبل. ويقاس الضغط مرتين، وبينهما خمس دقائق.

من الناس من يرتفع ضغط الدم عنده عندما يلقى الطبيب في عيادته، وهذا ما يسمى White coat hypertension ويوصى بضرورة استخدام جهاز قياس ضغط الدم المحمول على مدى 24 ساعة والذي يسجل قياسات ضغط الدم على مدى يوم كامل.

إذا ما تجاوز ضغط الدم 135 / 85 ملم زئبقياً أثناء النهار، و120 / 75 ملم زئبقياً والإنسان نائم، اعتبر مصاباً بارتفاع ضغط الدم.

يمكن استخدام أجهزة قياس ضغط الدم المنـزلية (والتي تقيس ضغط الدم حول المعصم مثلاً، شريطة التأكد من دقة قياساتها بانتظام).

المهم ألا يوقف المريض علاجه حتى ولو لم يشعر بأية أعراض لارتفاع ضغط الدم، ولا ينقص جرعات الدواء إلا بإشراف الطبيب، وإذا تناول دواء من العلاج البديل فعليه أن يخبر الطبيب بذلك.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً