الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع النوم بسبب القلق وارتفاع حمض البول

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحصل أثناء نومي قلق ونغزة، ولا أستطيع النوم بسبب ارتفاع حمض البول (يوريك أسيد) لدي، فما علاجه؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحبذا لو كنت ذكرت نسبة حمض البول (يوريك أسيد) عندك، وكم من الزمن وهو مرتفع عندك، وإن كان عندك حصوة في الكلية في السابق، وإن كان قد حصل عندك نقرس - وهو التهاب حاد في المفاصل يترافق مع تورم في المفاصل، واحمرار وسخونة المفصل، وآلام حادة شديدة في المفاصل - لأن كل هذه المعلومات تفيدنا في تقرير حاجتك لعلاج ارتفاع حمض البول أم لا.

وبشكل عام فإن الجسم يحتاج إلى (10-20) سنة من ارتفاع حمض البول لكي يسبب النقرس، وكلما ارتفع أكثر فإن احتمال حصول حصوة في الكلية يكون أكثر، وإن ارتفاع حمض اليوريك أو حمض البول لا يعني بالضرورة حصول النقرس دائماً، فهناك (10-20) من الناس يكون عندهم حمض البول مرتفعاً، و(10%) فقط من هؤلاء الناس يحصل عندهم النقرس، أي أن هناك (90%) ممن يكون عندهم حمض البول مرتفعاً لا يسبب عندهم أي شيء.

وارتفاع حمض البول قد يسبب حصوة في الكلية أو النقرس، فإن لم يكن أي من هذين الاثنين عندك فلا حاجة لأن تشغل بالك.

وبشكل عام فإن العامل الوراثي له دور كبير، والعامل الغذائي له (15%) فقط من نسبة حمض البول، أي أنك لو انقطعت عن الطعام كلياً وشربت الماء فقط فإن حمض البول لن ينزل أكثر من (15%) من نسبته، فالجسم يصنع يومياً هذا الحمض، سواء تناولنا الأطعمة التي تحتوي على البيورين كاللحوم الحمراء والكلاوي والكبد وبعض الأسماك أو لم نتناول هذه الأطعمة، إلا أنها تزيد بنسبة (15%) من نسبة حمض البول المصنع، فإذا قللتها أو امتنعت عنها فإن حمض البول ينزل بكمية قليلة لا تتجاوز (15%).

وأما القلق والنغزة: فإن هذه ليس لها علاقة بارتفاع حمض البول، فكما قلت فإن ارتفاع حمض البول يسبب حصوة في الكلية أو النقرس.

وأما علاجه: فعادة لا نعالج ارتفاع حمض البول بحد ذاته، إلا إذا كان عند المريض قصة سابقة لحصوة في الكلية، أو مرض النقرس، أو زيادة في طرح حمض البول في البول، وهذا نستطيع قياسه بتجميع البول لمدة أربع وعشرين ساعة، ومتى قرر الطبيب علاج زيادة حمض البول فإنه سيكون مدى الحياة؛ لأنه متى توقفت عن الدواء فإنه سيرتفع مرة ثانية خلال عدة أيام.

ويرتفع حمض البول عند من يتناولون أدوية الضغط التي تحتوي على المدرات، ومن يتناول حبوب الأسبرين لحماية القلب، ولا حاجة لأن تنشغل كثيراً إن لم يكن عندك النقرس أو حصوة في الكلية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سوريا صابرين المصري

    جزاكم الله كل خيرعلى نشرهذه المعلومات والمساهمةفي رفع وعي المريض بحالته
    مشكورين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً