الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة المثلى في نصيحة الوالدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو منكم أن تدلوني على الطريقة الصحيحة لنصيحة الوالدين؛ فأنا والله أتمنى من كل قلبي أن أرى والدي يحافظ على الصلاة والعبادات، وقد حاولت مراراً نصيحة والدي ولكنه كان يرد علي رداً قاسياً قد يتعدى في بعض الأحيان إلى الضرب، ولكني من شدة حبي له وخوفي عليه وعلمي أن هذه الدنيا فانية وليس للإنسان فيها إلا العمل الصالح، أحاول مراراً وتكراراً نصيحته، فهو إنسانٌ طيبٌ وحنون، وفيه كل الصفات الطيبة، ولكنها لا تنفع من دون الصلاة والعبادة.

أيضاً حاولت أن أقنعه بأن يخرج أمواله من البنوك الربوية ولكنه يرفض دائماً.

أرجو منكم أن تدلونا على الطريقة المثلى في نصيحة الوالدين من دون جرح مشاعرهم أو الإساءة إليهم، وفقنا والله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.

ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aiman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد أسعدني حرصك على نصح والدك، وأفرحني خوفك عليه، ونسأل الله أن يسعدك بتوبته وعودته إلى لله، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل الخير ويسألون الله الهداية لوالدك.

ولا يخفى عليك أن قدوتك في هذا خليل الرحمن الذي كان في منتهى الشفقة والعطف والرحمة والحكمة والحرص والصبر عند دعوته لوالده، وقد قص القرآن ذلك في سورة مريم وتردد قوله: (( يَا أَبَتِ ))[مريم:43] (( يَا أَبَتِ ))[مريم:44] ثم تحمله عندما قسا عليه وقال: (( وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ))[مريم:46]، فكان رد الخليل (( سَلامٌ عَلَيْكَ ))[مريم:47]، وأرجو أن تقدم بين يدي نصح والدك جرعات من البر والإحسان واللطف، وأن تختار الأوقات الفاضلة والكلمات اللطيفة، وأن تبدأ بالثناء عليه والاعتراف بفضله، وتسلط الأضواء على الصفات الجميلة التي ميزه الله بها، فإن هذا يُعتبر مدخلاً حسناً وطريقاً جيداً إلى قلبه.

وإذا شعرت أن الوالد غضب فعليك أن تتوقف وتكرر المحاولات في وقتٍ آخر، واعلم أن شريعة الله تأمرك بالإحسان إليه في كل الأحوال، مع ضرورة الطاعة له إلا إذا أمرك بالعصيان قال تعالى: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15].

كما أرجو أن تطلب مساعدة من يحترمهم ويقدرهم من الأهل والمعارف، وحبذا لو وجدت من يزوره في وقت الصلاة، وحبذا لو عرضت عليه إخراج الزكاة لمن يحبهم من فقراء الأهل والجيران وذكره بفضل الكريم المنان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء للوالدين قبل دعوته إلى الله وبعد عرض الدعوة عليه، واعلم أن الهداية من الله وأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فكرر النصح له ولا تستعجل النتائج.

وعن كيفية التعامل مع الوالد يمكنك مراجعة هذه الاستشارات (17789 - 237032 - 16075 - 3685).

ونسأل الله له الهداية ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً