الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم المقدرة على التنظيم والتركيز في العمل...الحل لذلك

السؤال

كيف أستطيع التركيز والنتظيم لأعمالي اليومية؟ حيث أعاني من فوضى مستمرة في المستندات المتراكمة على المكتب، وأكون متحمساً في بداية اليوم ثم ما ألبث بعد برهة قصيرة أن تخور معنوياتي، كما أنني حتى لو وضعت جدولاً لتنظيم أعمال فإنني لا ألتزم به.

أرجو إفادتي بالحلول التي أستطيع بها الخروج مما أنا فيه من الملل وعدم التركيز والفوضى؟‍

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fadi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع لكل إنسان طريقته في تنظيم شئون أعماله وإدارة وقته، ولا نستطيع أن نقول أنه يوجد نظام مثالي، النظام المثالي هو الذي يكون في حدود إمكانيات ومقدرات الإنسان، والإنسان الفعال دائماً يحس بالاستمتاع في أدائه لواجباته، والعمل إذا لم يكن محفزاً للإنسان، بمعنى أن الإنسان يحس بالرضا فيما يقوم به ربما يكون هذا العمل لا يناسب الإنسان، أو ربما يكون هنالك خلل في شخصية الإنسان الذي يقوم بهذا العمل.

أنت تعرف علَّتك وحالتك تماماً، وأنت تدري أنك لا تستطيع التركيز أو التنظيم، فأعتقد أنه في المقام الأول ربما يكون لديك مشكلة في إدارة الوقت، فإن إدارة الوقت هي الآن من العلوم المتميزة والعلوم الضرورية جدّاً لأن يكون الإنسان منظماً، فابدأ بإدارة وقتك، واعلم أن الواجبات أكثر من الأوقات، واعلم أن الوقت من ذهب، فخصص وقتاً للراحة، وخصص وقتاً لممارسة الرياضة، وخصص وقتاً للعمل، وخصص وقتاً للعبادة، ووقتا لترفيه والترويح عن النفس، ووقتا للتواصل الاجتماعي، فإذا استطعت أن تنظم وقتك فهذا يعتبر أمراً جيداً ومفيداً لئن تكون منجزاً ومرتباً ومنظماً.

ثانياً: بالطبع لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فهذا مبدأ معروف، وهو مبدأ جيد جدّاً، والذي أنصحك به الآن هو أن تخصص أسبوعاً وتسميه بـ (أسبوع الإنجاز)، هذا الأسبوع تقوم من خلاله بترتيب كل المخلفات الورقية الموجودة على مكتبك، ويكون هذا حقيقة بأن تبدأ في الصباح المبكر، ولا مانع أبداً أيضاً بأن تذهب خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى تستطيع تنظيف كل ما هو متراكم من معاملات ومتعلقات سابقة، وحين تقضي على الفوضى – إذا جاز التعبير – أو عدم الترتيب السابق وتنطلق انطلاقة جديدة مع نفسك، فأعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيراً.

ضع خارطة في ذهنك، فأنا لا أؤمن كثيراً بأن يكتب الإنسان جدولا زمنياً، ولكن أؤمن أن الخارطة الزمنية يجب أن تكون راسخة في الدماغ، فهنالك أمور جيدة جدّاً، فاجعل بعض الروابط في حياتك من أجل تنظيم وقتك، فعلى سبيل المثال قل: (أحضر للمكتبة الساعة السابعة صباحاً، وما بين الساعة السابعة والثامنة سوف أقوم بكذا وكذا)، وقل بعد ذلك: (سوف أقوم قبل صلاة الظهر بعمل كذا وكذا، وبعد الصلاة سوف أؤدي كذا وكذا).
اجعل لنفسك نقاط ارتكاز، ونقاط الارتكاز هي التي نحرك إدارة الزمن من خلالها، فلابد أن تكون هنالك نقاط ارتكاز قوية وثابتة، وهذه النقاط هي التي تجعلنا ندير أوقاتنا بصورة جيدة.

إذن: يجب أن ترفع رغبتك في عملك، ويجب أن تحس بالرضا فيما تعمل، خصص أسبوعا من الآن وذلك لترتيب المخلفات والتراكمات الورقية الموجودة، ثم بعد ذلك ضع لنفسك خارطة زمنية لإدارة وقتك ولعملك.

أيضاً: لابد أن تمارس الرياضة، فالرياضة تعطي الإنسان النشاط، وتحسن من أدائه حتى على النطاق الوظيفي.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً