الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار الزوجة البقاء أو الطلاق من زوجها العقيم

السؤال

أنا امرأة عمري 32 سنة، متزوجة منذ أربع سنوات، وزوجي طيب جداً لكنه عقيم لا ينجب، فاقترحت عليه أن ننجب عن طريق عملية طفل الأنابيب فرفض، وليس مقتنعًا بذلك، وأفكر بالانفصال لأن عندي رغبة في أن أنجب أطفالًا، فهل أصبر وأبقى معه أم أنفصل لرغبتي في إنجاب الأطفال؟!

انصحوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يُكثر من أمثالك، وأن يمنَّ عليك بذرية طيبة مباركة، وأن يشرح صدر زوجك لقبول عرضك وأن يجمع بينكما على خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الله عندما شرع لنا النكاح وجعل له حِكماً وأسباباً تدعو إليه، ولذلك عندما أمرنا بذلك النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يقصد من وراء ذلك أن يغض الإنسان بصره عن الحرام وأن يحصن فرجه عن الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى، وهذا الكلام حق للرجل والمرأة، فالمرأة التي تتزوج تُعان على غض بصرها وتحصين فرجها، والرجل كذلك.
ومن أهم العوامل الداعية للزواج أيضاً الذرية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تناكحوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة)، وثبت أن رجلاً أتى النبي عليه الصلاة والسلام وعرض عليه أنه يريد أن يتزوج من امرأة جميلة إلا أنها لا تُنجب، فرفض النبي عليه الصلاة والسلام، فأعاد الطلب فرفض مرة ثانية، فأعاد عليه مرة ثالثة فقال: (تزوجوا الولود الودود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة).

فالرجل مطالب أن يبحث عن المرأة التي تُنجب، وهذا من حق المرأة المسلمة، فكما أن الرجل يحب أن يكون له أبناء يسعد بهم ويأنس بتربيتهم فإن هذا من حق المرأة المسلمة أيضاً، ولذلك فإن من حقك أن تطلبي من زوجك أن يجري الأبحاث اللازمة حتى يمنَّ الله عز وجل بالذرية الصالحة، فأعيدي مرة أخرى هذا الطلب وبيني لزوجك بأن هذا سبيل شرعي، وأن من حقنا أن نبحث عن مستشفيات مأمونة حتى نتأكد من أن هذه العملية تمت بطريقة صحيحة وليس فيها شيء مما يغضب الله تعالى، هذا حقكم شرعاً.

ولا مانع أن تستعيني بمن يقنعه بهذا الحل، سواء بعض أقاربه أو أقاربك أو بعض الأصدقاء أو الإخوة، فإن اقتنع به وبدأتم رحلة العلاج فأنتم بذلك قد أخذتم بالأسباب، وإذا لم يقتنع به وأصر على ما هو عليه فمن حقك إذا لم تكوني متحملة لهذه الحياة؛ أن تطلبي الانفصال عنه وأن تبحثي عن رجل آخر لعل الله أن يرزقك منه ذرية صالحة، ولا حرج في ذلك ما دامت لديك رغبة في إنجاب الأطفال.

والإقناع يكون بالحوار الهادئ اللطيف، فإن اقتنع وأكرمك الله فهذه رحمة من الله تعالى، وإذا لم يقتنع فقولي له: (كنت أتمنى أن أظل معك وأنت رجل طيب، وليس فيك من عيب، ولكني أريد ذرية وأطفالاً، وهذه رغبتي، فاسمح لي)، وبذلك تستطيعين أن تنفصلي عنه، وأن تبحثي عن رجل آخر أو تنتظري رجلاً آخر لعل الله أن يرزقكما ذرية صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله في الحياة تأخذين أجراً في تربيتهم وفي الصبر عليهم، وتستفيدين من صلاتهم وعبادتهم وطاعتهم، ويكونون من بعدك ذخراً لك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)، ومنها (أو ولد صالح يدعو له).

نسأل الله لك التوفيق وأن يشرح صدر زوجك لقبول فكرة العلاج، وأن لا يفرق بينك وبينه.
والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً