الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حبة بغداد.. أسبابها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أردت أن أستشيركم عن حبةٍ في الجلد، تُعرف بحبة بغداد، وظهرت لي في يدي، وهي تسبب لي حكةً شديدة، ولكن لا أستطيع أن أحكها؛ لأن هذا قد يتسبب في خروج الدم، مما أضطر أن أحك المنطقة المحيطة بها فقط، علماً أني راجعت الطبيب وقد أعطاني حقناً تضرب بها مباشرة، أخذت منها ثلاث حقن أو أربع تقريباً ثم تركتها، وهي ما زالت موجودة، وأشعر بحكةٍ شديدة في بعض الأحيان لها، فهل هناك علاج أو نصيحة أستطيع الاستفادة منها، علماً أنه يخرج منها بعض الإفراز وخاصةً عند ملامسة الماء، وهل الماء يؤذيها؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم العراقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحبة بغداد أو حبة حلب من الأمراض التي تنتقل بواسطة ناقل، وهو ذبابة الرمل، وهذه الذبابة تلدغ وتزرع موضع اللدغة الكائن المسبب والمسمى اللايشمانيا.

واللايشمانيا مرضٌ يصيب الإنسان مرة في العمر ويترك مناعة دائمة، وتسمة اللايشمانيا بحبة حلب أو حبة دلهي أو حبة السنة؛ وذلك لأنها في أغلب الأحوال تحتاج سنة لتشفى وتترك أثراً يتفاوت حجماً وتشويهاً بين حالةٍ وأخرى.

وإن العلاج يوجه دائماً لتقليل الندبة الناجمة عن اللايشمانيا.

إن حقن البينتوستام في الحبة جيد، ولكن يجب أن يستمر لفترة أطول وأن يتم بيدٍ خبيرة.

وإن من العلاجات الجيدة والمتوفرة هو التبريد بالأزوت السائل أو ما يسمى (Liquid nitrogen ) ويجب أن يتم تطبيقه بيد خبيرة أيضاً.

هناك العديد من العلاجات الموضعية ولكن كلها يجب أن تتم تحت إشراف طبيب له خبرة بهذا المرض (وهو نادرٌ في النمسا).

يجب الوقاية من الإنتان الثانوي؛ وذلك بأخذ المضادات الحيوية الموضعية للحبة الوحيدة الصغيرة، أما في الحالات المتعددة أي عند وجود أكثر من عدة حبات في نفس الشخص فعندها يمكن أخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم خاصة الريفامبيسين 600 مغ يومياً لمدة أسبوعين تحت إشراف طبيب.

ويمكن أخذ حقن البينتوستام عن طريق العضل (وهو العلاج المفضل والنموذجي) بمعدل 10 مغ لكل كغ يومياً لمدة أسبوعين، أيضاً تحت إشراف طبيب جلدية؛ حيث أنها لها تأثيرات جانبية كثيرة وتحتاج تحاليل قبل وبعد العلاج.

وأما الحكة وهي عرضٌ غير شائع في اللايشمانيا، فيمكن التخفيف منها عن طريق تخفيف التهييج فيها وعن طريق أخذ مضادات الهيستامين، مثل الكلاريتين 10 مغ أو الزيرتيك 10 مغ، أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ.

وأيٌ من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.

ويجب التأكيد على أنها إن كانت صغيرة وفي مكانٍ مستور من اليد ويمكن تحمل الحكة أو علاجها عن طريق مضادات الهيستامين فغالباًما ستنتهي هذه الحبة من تلقاء ذاتها وتورث مناعة دائمة فلا داعي للقلق.

إذن خلاصة القول:

يستطب بالعلاج الجهازي كالحقن والكبسولات (إن كانت متعددة أو واسعة أو مشوهة لمناطق مكشوفة كالوجه خاصة عند البنات في سن ما قبل الزواج) وذلك للتخفيف من المسيرة الالتهابية والإقلال من الندبة والمعاناة.

وأما لو كانت في مواضع مستورة وغير التهابية وغير عرضية فلا داعي للقلق، وقبل أن تنتهي السنة ستورث مناعة دائمة - بإذن الله - ولكن يجب توثيق التشخيص عند طبيب أمراض جلدية.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق موسئ الغريباوي

    بارك الله فيكم علئ هذة المعلومات المفيده ... ادامكم الله

  • العراق محبة الزهراء

    احسنتم

  • العراق احمد العبيدي

    بارك الله بيك يا دكتور وشكرا على هذه المعلومة المفيدة

  • تركيا Gielan

    جزاكم الله كل خير

  • العراق سلام المحمدي..العراق

    شكرا ع المعلومه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً