الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب كثرة الغازات وكيفية التخلص منها - كثرة الغازات وتأثيرها على الصلاة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وجود غازات بشكل كبير، وهذا يسبب لي مشاكل كبيرة، منها عدم استقرار المعدة، وعدم القدرة على المحافظة على الوضوء؛ مما يؤدي إلى معاناتي من الغائط أثناء الصلاة، فما الحل؟!

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الغازات في البطن هي من الأعراض التي يشكو منها كثير من الناس بين الحين والآخر، ونتخلص منها عن طريق التجشؤ أو إخراج ريح، حيث يُخرج الإنسان بشكل طبيعي ريحاً حوالي (14) مرة في اليوم.

أهم أعراض الإصابة بالغازات هي التجشؤ، والانتفاخات المعوية، والمغص، ولكن قد لا يشعر كل الأشخاص بنفس الأعراض، فالأمر في الشكوى عند الناس يعتمد على كمية الغاز المنتجة، ومدى تحمل الشخص لوجود غازات في أمعائه، ولا تُعَدّ الإصابة بالغازات وأعراضها مرضاً مزمناً إلا في حالات نادرة أو عند إنتاج الغاز بكميات كبيرة أو كمضاعفات في بعض الأمراض.

الغازات في البطن تتكون من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين، وفي بعض الأحيان الميثان، وفي الأساس يكون هذا الخليط الغازي عديم الرائحة، ولكن تأتي رائحته غير المستحبة بسبب بكتيريا الأمعاء الغليظة التي تنتج كميات صغيرة من غاز الكبريت الذي يتحد مع الهيدروجين مكوناً غاز كبريتيد الهيدروجين ذا الرائحة الكريهة.

على الرغم من أن وجود الغازات في أمعائنا أمر طبيعي وشائع للغاية ونصاب به جميعاً إلا أنه قد يكون غير مريح ومحرج أيضاً في بعض الأحيان كما هو الحال عندك، ولابد لعلاج الغازات من التعرف على سبب تكونه، وبالتالي تجنب هذه الأسباب أو محاولة التخلص منها للتخلص من الغازات، وهي:

1- بلع الهواء: وهو من أكثر الأسباب شيوعاً، ويفعل الجميع ذلك دون الانتباه لذلك وهم يتناولون الطعام والشراب، حيث يلتهمونه بسرعة، وكذلك مضغ العلكة (اللبان) والتدخين، وشرب المشروبات الغازية، من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء أيضاً، وتحاول المعدة جاهدة أن تساهم في تقليل الغازات بأن تقوم بطرد معظم الهواء الذي تم بلعه عن طريق التجشؤ، وما يتبقى فإنه يعبر المعدة إلى الأمعاء الصغيرة، حيث يمتص جزئيّاً هناك، وتبقى بعد ذلك كميات صغيرة يتم إخراجها من الأمعاء الغليظة.

2- عدم هضم وامتصاص بعض الكربوهيدرات: حيث لا يستطيع الجسم هضم بعضها مثل السكريات والنشويات والألياف الموجودة في الكثير من الأطعمة بسبب نقص أو غياب إنزيمات معينة، وهذا الطعام الذي لم يهضم يتكسر في الأمعاء الغليظة بواسطة بعض البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء؛ مما ينتج عنه غاز الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وكذلك الميثان عند ثلث الناس تقريباً، وفي النهاية تخرج كل هذه الغازات من القولون.


الأطعمة التي تؤدي إلى تكون غازات عند شخص ما لا تكون بالضرورة غازات عند آخر؛ لأن بعض البكتيريا في الأمعاء الغليظة يمكنها تكسير غاز الهيدروجين المنتج من البكتيريا الأخرى، ومدى التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا هو الذي يفسر لماذا يعاني بعض الناس من الغازات أكثر من البعض الآخر، بالإضافة إلى أن العادات الغذائية تؤثر أيضاً بشكل مباشر على كمية الغازات الناتجة، فالكربوهيدرات تنتج غازات أكثر عند هضمها مما تنتجها البروتينات والدهون مثلاً.

من الأطعمة المسببة للغازات:
أ- السكريات: حيث يحتوي الفول والفاصوليا واللوبيا والبقوليات عموماً على كميات كبيرة من السكر المركب، كما أنه يوجد أيضاً - ولكن بكميات أقل - في الكرنب والبروكلي والهليون والقمح والحبوب الكاملة غير المقشرة، وبعض الناس يحصل عندهم غازات من الحليب ومشتقاته ومنتجات الألبان كالزبادي والجبن والآيس كريم وخلافه، بسبب نقص خميرة اللاكتاز التي تقوم باستقلاب حليب اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته.

العديد من الناس - خاصة من ينحدرون من أصول آسيوية أو إفريقية أو أمريكية أصيلة - يعانون بطبيعتهم من انخفاض مستويات إنزيم اللاكتيز المسئول عن تكسير سكر الحليب، ومن ثَم هضمه، كما أن هذا الإنزيم يقل تدريجيّاً مع التقدم في العمر، وكنتيجة لكل ما سبق فإن العديد من الناس يشعرون بتزايد في الغازات بعد تناول أطعمة محتوية على سكر الحليب، ومنها مشتقات الحليب ما عدا اللبن الرايب - الروب أو الزبادي -.

ب- النشويات: فالبطاطس والذرة والمكرونة والقمح تنتج غالباً الغازات المعوية عندما يتم تكسيرها وهضمها في الأمعاء الغليظة، ويستثنى الأرز من القاعدة على اعتبار أنه الوحيد من بين النشويات الذي لا يسبب الغازات، ولكي تتخلص من الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ يجب تغيير العادات الغذائية وتناول الأدوية وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.

العديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات، ومنها الدسفلاتيل والفحم، وهناك بعض مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات.

3- عدم الطهي الجيد للطعام: خاصة البقول كالفول والبازلاء؛ لأن الطهي الجيد يقلّل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ، وإضافة إلى ما سبق فإنه ينصح المرضى الذين يعانون من انتفاخات البطن بالإكثار من تناول الخضروات الطازجة خاصة الورقية منها، مثل: ورق الخس، والبقدونس، والكرفس وغيره، والإكثار من شرب الماء بحيث لا تقل الكمية المتناولة عن لتر يوميّاً، فذلك يساعد على ذهاب الانتفاخ، ويقلل من حدة الإمساك إن كان موجوداً، وتناول الأعشاب والزيوت التي تساعد على تقليل الإمساك، مثل زيت الخروع، والشعير، والعرقسوس.

يُنصح كذلك باستخدام حبوب الكربون التي تعمل على امتصاص الغازات بشكل كبير، وتناول الأعشاب التي تساعد على انتظام الهضم، مثل: الزنجبيل، وجوزة الطيب، وبالتالي تقلل من حدة الانتفاخ، والإكثار من المشي والحركة والنشاط، فهي من العوامل المساعدة على تجنب الإمساك.

لذلك فإن عليك بالحمية الغذائية أولاً، وهي تتطلب الابتعاد عن بعض الأطعمة التي يمكن أن تلاحظ أنها تسبب لك الغازات، والإكثار من الخضروات، وطهي الطعام جيداً، والهدوء أثناء تناول الطعام، وعدم تناول المشروبات الغازية، وعدم التدخين، وعدم تدخين النرجيلة، ثم إن استمر ذلك تلجأ إلى استخدام الدسفلاتيل، وهي حبوب تستخدم ثلاث مرات مع الطعام أو الفحم الطبي.

وبالله التوفيق.
-------------------
وبالنسبة لكيفية التعامل الشرعي مع هذه المشكلة فعليك بمراجعة الروابط التالية: ( 280454 - 279239 - 273356 ).

وفقك الله للخير!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا منى

    مرحبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً