الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجع في الصدر عند استعمال الإنترنت لمدة ساعة ويتحسن الوضع بعد الاستلقاء!

السؤال

لاحظت في الآونة الأخيرة عندما أستعمل الإنترنت لمدة ساعة فقط أحس بوجع بالصدر، وضيق نفس شديد، ودوخة، وعندما أطفئ الجهاز وأستلقي على كرسي أو سرير يتحسن وضعي بعد ربع ساعة، فما هو السبب - يا حضرة الدكتور - رغم أن عندي انسدالا بالصمامات، وتضخما بسيطا بالبطين الأيسر، وأتناول دواء Tritace 5 فهل هذه أعراض قلبية أو نفسية؟ وهل إذا تناولت عقار (السبرالكس) بكمية قليلة يعني 5 ملغم يومياً يكفي؟ وكم المدة التي يجب علي أن أتناوله؟

والسؤال الثاني: هل 5 ملغم من السبرالكس تكفي للعلاج أم لا؟

ولك الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العلة العضوية البسيطة التي تعاني منها وهي ارتخاء في الصمامات، وتضخم بسيط في البطين الأيسر، لا نقول إنها علة أساسية في القلب، ولكن بالطبع لابد أن نعيرها الاهتمام اللازم ولذلك أنصحك بأن تراجع طبيب القلب من وقت لآخر.

أما الأعراض التي تحس بها من وجع في الصدر وضيق نفس شديد ودوخة، فإن هذه الأعراض حقيقة يصعب تفسيرها أو ارتباطها بالإنترنت إلا أن التفسير الوحيد الذي نستطيع أن نعتمد عليه من الناحية النفسية هو أنك تصاب بعسر في المزاج في هذه اللحظة، وهذا يؤدي إلى هذا الوجع والضيق في الصدر وذلك نتاج من انقباضات عضلية، كما أن الدوخة قد تكون أيضاً دليلا على وجود القلق أو دليلا على أنه يحدث لك ضعف في الدورة الدموية نسبة لأن الإنسان حين يجلس قائماً لفترات طويلة مع وجود علة في الصمامات فإن هذا ربما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الدم إلى المخ، هذا أيضاً تفسير جائز وإن كنت لا أميل له كثيراً.

إذن أنصحك بأن تراجع طبيب القلب حتى يعرف حالة القلب، ويجب أن تعطى له هذه الأعراض.

أما من الناحية النفسية فإن الضيق قد ينتج أيضاً من الانقباضات العضلية، وعليه بعد أن تتأكد عن طريق طبيب القلب أن كل شيء على ما يرام وأن الأمور سليمة فلا مانع مطلقاً من أن تتناول عقار السبراليكس بجرعة خمسة مليجرام يومياً، وهذه الجرعة ربما لا تكون كافية، ولكن التجربة خير برهان، واستمر عليها لمدة أسبوعين، وإن وجدت فيها نفعاً وخيراً فبعد ذلك يمكنك الاستمرار عليها، أما إذا لم تتحسن على جرعة الخمسة مليجرام فيجب أن ترفعها إلى عشرة مليجرام ليلاً ولا بأس في ذلك مطلقاً؛ لأن السبرالكس من الأدوية السليمة ولا يؤثر على القلب مطلقاً ولا يتفاعل أي تفاعل سلبي مع الدواء الذي تتناوله الآن.

أما بالنسبة لسؤالك الثاني وهو: هل خمسة مليجرام من السبرالكس تكفي للعلاج أم لا؟ الأمر هو أمر نسبي جدّاً، وجرعة السبرالكس هي من خمسة إلى عشرين مليجراماً في اليوم، ولكن التجارب العملية أوضحت أن القليل جدّاً من الناس يستفيد من جرعة الخمسة مليجرام، وهؤلاء معظمهم صغار السن أو من الذين يكون وزنهم دون السبعين، وفي حالات القلق الاستجابة تكون لجرعة عشرة مليجرام، وفي حالات الاكتئاب والوساوس والمخاوف الجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام أيضاً.

إذن حتى لا يختلط عليك الأمر - فكما ذكرت لك - استمر على جرعة الخمسة مليجرام، وإذا وجدت فيها نفعاً فهذا خير وبركة، وإذا لم تجد فلا مانع مطلقاً من أن ترفع الجرعة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً