الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الحكمة في نصح الزوجة زوجها

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته.

متزوجة منذ 5 سنوات، وزوجي رجل طيب وإنسان حبيب وأنا أحبه، لكن المشكلة أنه لا يقوم لصلاة الفجر أبداً، وعندما أخبره بذلك يبتسم في وجهي ويقول لي توكلي على الله، فأقول له على الأقل اقضها فلا يجيب ويذهب لعمله، لكن المصيبة الأكبر بباقي الصلوات التي تفوته ولا يقضيها، وتفوته إما تعبا، والسبب الأكبر كسلا.

لا أدري ماذا أفعل؟ لقد قلت كثيراً ولكن بلا جدوى (زوجي لم يكن يصلي قبل زواجنا إلا قليلاً، وأيضاً أهل زوجي خاصة والده ووالدته لا يصلون إلا بعد الاستحمام، وأنا منصدمة من هذا الشيء، لم أكن أعلم بذلك عندما خطبني، ووالده رجل مريض، وكبير بالسن، عندما كنت أقول له: "يا عمي قم وصل " يجيبني: أنا تعبان كثيراً اليوم.

أخبرت زوجي بأنه المثل الأعلى لأولاده، وأنهم سيحتذون حذوه لكن بلا جدوى، وأنا بالمقابل أريد من يحثني على الالتزام بديني أكثر وأكثر، وأريد أن يكون أولادي من الصالحين من حفظة القرآن، لكني لا أحفظ منه إلا ما أتلوه في الصلاة، فكيف أصنع، دلوني دلكم الله على الخير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بطة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يوجد ذنب بعد الشرك بالله أعظم من ترك الصلاة، و(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأرجو أن تواصلي النصح له، وقولي له أن الاستمرار معك مربوط بمسألة الصلاة، وقد صدقت فإن تركه للصلاة يضر بأبنائه أبلغ الضرر.

لا شك أن الحكمة في النصح مطلوبة، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة، والألفاظ اللطيفة، وذكريه بما عنده من الصفات والمواقف الجميلة، ثم طالبيه بإكمال ذلك الخير بالمواظبة على الصلاة، وعليك بالإكثار من الدعاء له.

وأرجو أن يعلم الجميع أن المواظبة على الصلاة من مفاتيح الرزق، قال تعالى: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))[طه:132]، وقال تعالى: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الجمعة:10].

ولا يخفى عليك أن هذا الزوج يقع في مخالفة عظيمة، فأظهري له الخوف عليه والشفقة، ولا تتوقفي من المحاولات والنصح.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وطاعته، ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

نسأل الله الهداية لزوجك وأسرته، ولكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً