الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور المعلم في توجيه المراهقين

السؤال

من فضلكم: أرجو إبداء نصحكم ورأيكم في كيفية التعامل عند تربية شاب مراهق؟ أهله لا يسمحون له بالخروج مع معلمه والطلاب، هل يتخلى المعلم عنه؟ أو هل هناك طرق تربوية أخرى مفيدة لتربية هذا الشاب وأمثاله؟

أرجو منكم الرأي والمشورة.

سدد الله خطاكم ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح الخالدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن المعلم الداعية لا يتخلى عن أي طالب من طلابه؛ لأنه يطمع في أجر الله وثوابه، ومن الضروري أن يحرص الشاب على طاعة أهله ثم عليه أن يتفهم أسباب ذلك الحجز، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساعد في إصلاح الخلل والعطب.

وأرجو أن يكون التعامل مع هذه الحالة بحكمة ورويَّة وسعي في إزالة مخاوف الأهل على الشاب أو منه، وغالباً ما تكون مشاعر الأهل صادقة، فهم يريدون الخير لأبنائهم لكنهم قد لا يوفقوا للصواب، وفي هذه الحالة يقوم المعلم بشكرهم على حرصهم، ثم يتدرج في توضيح وجهة نظره ويذكر لهم ما يدعوهم للاطمئنان، ويطلب من والده الذهاب معهم ليرى بنفسه ما هم عليه من الخير.

أما إذا كان الخوف من الشاب لعدم نضوجه فهنا يتوجه المعلم بإرشاداته إلى الطالب ويدعوه إلى طاعة أهله، ويبين له أنهم حريصون عليه، وحبَّذا لو كان كل ذلك عن طريق الحوار والأخذ والعطاء.

وقد أسعدتني هذه الاستشارة التي تدل على فهم ونضوج ورغبة في إصلاح الآخرين، وتلك هي مهام المرسلين، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك من المصلحين وأن يجعلنا جميعاً من المخلصين.

ونحن في الحقيقة نقترح عليك وضع برنامج خاص لأمثال هؤلاء الشباب، ولو كان ذلك بطريقة فردية حتى نتمكن من دمجهم ودمج أسرهم في المجتمع، والتمس لهم الأعذار، فإن وجود النماذج الشائعة المخالفة جعل بعض الطيبين يحاول الانسحاب بأبنائه وبناته، ولكن هؤلاء ينسون أن الإنسان مدني بطبعه لا يمكن أن يعيش منعزلاً وأن أي شاب يحتاج إلى صديق صادق.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأكثر من اللجوء لك ولطلابك، واعلم أن حصولك على ثقة الآباء والأمهات سوف يفتح لك أبواب النصح والهداية والإرشاد.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً