الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحكم الشاب في مشاعره ومنطلق الحب والنجاح.

السؤال

السلام عليكم.

كيف أستطيع التحكم في مشاعري، ومتى ينبغي أن أبدأ الحب والنجاح في حياتي في نفس الوقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Basuonie حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحب والنجاح ينطلقان من حب الله الذي هو القاعدة والأساس والنجاح والفلاح، والدنيا تقوم علي الحب وهنيئاً لمن أحب، في الله وأبغض في الله، وتوكل على الله واستعان بالله وطمع في ثواب الله، والمؤمن يحب ربه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يحب والديه ويحب أهل الإيمان في كل زمان ومكان، ويحب زوجته الحلال، ويحب في الناس طاعتهم لله، ويكره ما عندهم من العصيان، فإن تركوا العصيان كانوا إخوة له في رحاب الإيمان.

ومرحباً بك في موقعك في صحبة آباء وإخوان يتمنون لك السعادة والرضوان.

وأرجو أن تعلم أن البداية الصحيحة للحب تكون بالنية الصالحة، ثم بالاستخارة ومشاورة أهل الرأي والعلم والدراسة، ثم إخطار أهلك برغبتك، ثم التقدم بصحبتهم لطرق باب أهل الفتاة، فإذا وجدتم الترحيب والقبول، وحصلت الرؤية الشرعية، وتم بعدها الانسجام وحصل الميل من الطرفين والاحترام؛ فهذا أول درجات الحب والنجاح؛ لأن الأسر المستقرة هي التي تخرج المبدعين، ووراء كل عظيم امرأة.

ومما يُعين على النجاح في كل شيء اللجوء إلى الكريم الفتاح، والحرص على طاعته سبحانه والمواظبة على ذكره في المساء والصباح.

والإنسان المسلم يتحكم في مشاعره؛ لأنه يحكمها بضوابط الشرع ويقيدها بقيود العقل، ومن مصلحة الشاب عدم شغل النفس بالعواطف وما يسمي بالحب إلا عندما تتهيأ له فرص الزواج؛ لأن الاشتغال بهذه الأمور يؤثر على أدائه العملي، وعلى عطائه في الحياة، وهو مع ذلك لا يصل إلى ما يريده، وقد أدرك الغربيون الآن خطورة العواطف العواصف التي يعيشون فيها، وبدأت بعض دولهم تكافئ العفة والبعد عن الممارسات الخاطئة قبل الزواج؛ لأنهم وجدوا أنها السبب في فشل أكثر من (85%) من الزيجات الرسمية، ويستعينون بشباب البلاد الشرقية وعلى وجه الخصوص البلاد الإسلامية، وليت الشباب أدركوا أن التوسع في العلاقات العاطفية يصيب حياتهم الأسرية بالشلل والشيخوخة المبكرة بسبب الشكوك، وإكبار الود الذي يسيطر عليهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والتمسك بقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً