الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس القهرية وكيفية علاجها دوائياً وسلوكياً

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء لما تبذلونه من مجهود لمساعدة الآخرين.
في عام 2003 وقبل شهر رمضان بشهرين تقريباً أصبت بالوسواس القهري في الصلاة وعذبني جداً، وما زلت إلى الآن وأنا أعاني منه، وقتها نذرت بأني إن شفيت منه وأكملت تعليمي الدراسي وتخلصت من عقدي النفسية وما أعانيه منها وأيضاً لي طموح إن تحقق فسوف أصوم شهراً متتابعاً وآخر أيامه متفرقة، وبأن أتصدق بحلق ذهب.
ولكني لم أشف من الوسواس القهري وأتناول علاجاً منذ خمسة أشهر تقريباً (أنفرانيل) لكن خفت حدته، وأيضاً لقد ذهبت عند شيخ وقرأ عليّ الرقية الشرعية وصرعت ولكن الذي بي لم يخرج فلا أعرف هل أنا ما زلت أعاني من المس الذي أشك في أنه السبب بإصابتي بالوسواس القهري أم لا؟

لأن الطبيب تعجب من بعض الشكوى التي أخبرته بها والدواء لم يساعدني فيها، لأني تناولت سيبراليكس ولم تختف الأفكار السيئة بأن أنتحر، وحتى ديباكين، فصرف لي أنفرانيل، ولكن التطاول على ذات الله لم يختف خاصة قبل تكبيرة الإحرام.

سؤالي: ماذا أفعل بالنذر؟ هل أصوم وأتبرع بالحلق؟ أم أدفع كفارة عن الصيام والحلق؟ لأني كلما تذكرت الصيام أشعر بالثقل.

فأرجو منكم النصح والتوجيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الوساوس القهرية في نظري هي حالة قلق نفسي معين، ونسبة لتسلط هذه الأفكار وسخفها وطبيعتها الغريبة تضعف إرادة بعض الناس في مواجهتها والتخلص منها، ومن ثم يبدأ الشيطان ويسول لهم مما يزيد من حدة هذه الظاهرة.

علاج الوساوس يتمثل في أن تفهمي طبيعتها وهي أنها في معظمها ولا نقول كلها حالة طبية يتسلل من خلالها الشيطان ليضعف الدفاعات النفسية والعقدية لدى الإنسان، والوساوس تنمو وتتوسع من خلال معتقدات الناس، وهذا إن شاء الله هو دليل على تمسك هذه الأمة بعقيدتها.

علاج الوساوس يجب أن يقوم على رفضها وتحقيرها وعدم اتباعها، فهذا التوجه السلوكي مع تناول الدواء المضاد للوساوس يعتبر هو الركيزة الأساسية للعلاج.

فيما يخص الموقف الشرعي بخصوص النذر فنرجو مراسلة قسم الفتوى على هذا الرابط:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/

فكرة الانتحار بالطبع يجب أن تكون مرفوضة لدى أي مسلم، وعموماً نحمد الله تعالى أن أصحاب الوساوس القهرية حتى وإن كانت أفكاراً انتحارية لا يقومون باتباعها مطلقاً.

التطاول على ذات الله تعالى كفكرة وسواسية مزعجة يمكن التخلص منها بتحقيرها وإدخال ما هو مضاد لها على النفس وهو استشعار عظمة الله تعالى دائماً، وكذلك القيام بحيل سايكولوجية مثل أن تفكري في هذه الأفكار المتطاولة وفي ذات الوقت تقومي بالضرب بيدك على جسم صلب بكل قوة حتى تشعري بألم شديد، والمقصود هو ربط الفكرة بما هو مخالف لها وهو الألم الشديد في هذه الحالة، ولقد وجد أن تكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم يضعف مثل هذه الأفكار.

نحن لا ننكر المس ولكن نعتقد أن الأمر فيه الكثير من المبالغة والخرافة ولا أعتقد أنك مصابة بالتلبس، فقط كوني حريصة على صلواتك وأذكارك وتلاوة القرآن وأنت إن شاء الله في حفظ الله وحرزه من كل مارد وشيطان.

العلاج الدوائي متوفر الآن وبفضل الله تعالى قد غير حياة مرضى الوساوس القهرية إلى ما هو أفضل بصورة واضحة.
عقار (انفرانيل) لا بأس به، لكن قطعاً الدواء الأفضل هو (بروزاك) وعليه أرجو التوقف عن تناول (أنفرانيل) والبدء في تناول (بروزاك) بجرعة كبسولة واحدة (20 ملغم) في اليوم بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة 9 أشهر ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام كامل.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة جداً والسليمة بامتياز، فقط عليك الالتزام بتناوله مع تطبيق الارشادات السابقة، وأنا على ثقة كاملة بإذن الله تعالى أن هذه الوساوس سوف تقهر فهي ابتلاء بسيط وإن شاء الله هي دليل على صدق الإيمان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً