الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في الخطوبة رغم توفر الصفات المرغوبة فيّ

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، حاصل على بكالوريس محاسبة، وأعمل في شركة خاصة، لا أعاني من أية مشاكل صحية ولا أمراض، وأتمتع بشخصية وشكل جميل، وعائلتي ذو سمعة حسنة وممتازة، وجميع إخوتي متعلمون وأطباء.

مشكلتي تبدأ في أنني كلما تقدمت لفتاة للزواج بها نتفاجأ بعد ذلك بالرفض (أي أنه لا يوجد نصيب ) فلقد تقدمت لحوالي سبع أو ثمان بنات خلال فترات، لكن جميعهم كانوا يقولون لا يوجد نصيب (أي: إن الفتاة التي تراها أمي وتعجبها وتطلبها من أهلها يقولون لها أمهلينا يومين لنسأل عنكم، وبعدها نتصل حتى نعرف ردهم فنتفاجأ بالرفض) أعرف أن كل شيء قسمة ونصيب، لكن هذه المشكلة تعدت ذلك، على الرغم من أنني لا أعاني من أي شيء يمنعني من الزواج، ومتعلم، وموظف، ومتدين، وأيضاً عائلتي كذلك، وقد استعنت بأحد الأصدقاء ليسأل عني في الحي الذي أسكن فيه، ويسأل عن عائلتي، لكن - الحمد لله - كانت النتيجة ممتازة، والكل يشكر فينا.

أعرف أنكم ستقولون إن نصيبي لم يأت بعد، أنا أؤكد لكم أنه لا يوجد أي عقبة تمنعني من الارتباط بأي فتاة، فكل المقومات متوفرة، وهناك أشخاص معاقون ومصابون يتزوجون بسهولة دون ذلك.

استشرت بعض الأشخاص، ورجال الدين، فمنهم من قال لي: يجب عليك إخراج مبلغ من المال، وهناك من قال عمل لك عمل عن طريق بعض الأشخاص الذين لا يرغبون في أن تتزوج، وهناك ... إلخ.
فالرجاء مساعدتي في ذلك فقد تعبت نفسياً.
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأرجو أن لا تأخذ هذه القضية أكبر من حجمها، وسوف يأتيك ما قدره لك العظيم في الوقت الذي يريده الحكيم الذي لا راد لأمره وهو علي كل شيء قدير، واعلم أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وما اختاره الله للإنسان أفضل من اختيار الإنسان لنفسه، فهوِّن على نفسك، ومرحباً بك بين إخوانك وآبائك في الشبكة الإسلامية.

ولا يخفى عليك أن الشباب لا يواجهون مشكلة؛ لأن النساء أضعاف وأضعاف، وربما كان في الذي يحصل معك خير كثير لك، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، ولن يخسر إلا الذين رفضوك، وغداً سوف يظهر الصبح لكل ذي عينين، فكرّر المحاولات بعد التوجه إلى ربّ الأرض والسماوات، واعلم أنك لن تستفيد من المترددين والمترددات، ولا تحزن على من يبنون قرارهم على الأوهام، وأرجو أن تبحث عن الأسباب المادية، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساعد في تصحيح الخلل وإصلاح العطب، ومن الضروري أن تراجع الطريقة التي تتقدم بها إلى بنات الناس، وأرجو أن تراعي في ذلك الأعراف، كما أرجو أن تنتقي من يتكلمون بلسانك، فإن بعض الناس لا يحسن الحديث، فقد جاء بعضهم لطلب فتاة فقال إن جميع أفراد أسرة العريس مصابون بمرض السكري، وقد يكون في الوفد من يقول هذه المرة العاشرة التي تطلب فيها فتاة ولكن لم يحصل نصيب، وربما وربما.....

كما أن بعض الشباب يخطئ فيتقدم بنفسه دون أهله؛ لأن ذلك يدخل الشك في نفوس أهل الفتيات، أما إذا تقدم العقلاء الفضلاء من أهل الشباب فإن ذلك أدعى للقبول به، أما إذا لم تجد أسبابا ظاهرة فعليك بقراءة الرقية الشرعية، وهي التوجّه لرب البرية، بعد صدق التوجه وإخلاص النية، وعليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من طلب الرقية الشرعية ممن تتوسم فيه الخير من أهل الدين والصلاح، مع ضرورة أن يعتقد الجميع أن الأمر بيد الله، وأن تكون الرقية بالآيات والأحاديث والأذكار، وأن تكون بلغة واضحة مفهومة، وأرجو أن تقدم بين يدي ذلك توبة نصوحة، واعلم بأن رحمة الله تغدو وتروح، وللاستفادة عن كيفية الرقية راجع هذه الاستشارات: (228106 - 2669- 2027).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك مجدداً، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً