الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات لشاب يعاني الملل من القراءة المعرفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد نجحت في شهادة الباكالوريا ولله الحمد، ولكني أملُّ من الأشياء بسرعة، وقد رغبت في التعمق في ديني ابتداء بالسيرة النبوية، فخصصت وقتاً لدراستها (نصف ساعة)، ولكنني في الآونة الأخيرة بدأت أمل، وهذه المشكلة تقف في طريق المعرفة أمامي، فهل من حل لها؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن نجاحك في شهادة الباكالوريا دليل على قدرتك على النجاح بتوفيق ربك الفتاح، فواظب على أذكار المساء والصباح، واسلك سبيل أهل الفلاح، واسأل ربك الهداية والصلاح، وأعط النفس حظها من الطعام وحقها من الهدوء والارتياح، وكلف نفسك من العمل ما تطيق كما جاء عن رسولنا في الكتب الصحاح.

وأرجو أن أرحب بك في موقعك، وأحيي فيك الرغبة في العلم والخير، وأدعوك إلى وضع أهداف معقولة، وحدد طريقة معتدلة ومتدرجة في الوصول إليها، وتذكر أن المتسابق الناجح هو الذي يبدأ السباق بسرعة معتدلة من البداية إلى النهاية، وأما المتسابق الذي يبدأ بسرعة فائقة فمصيره كما جاء في الحديث: (فإن المنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى).

والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع، والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، كما أرجو أن تحرص على التنويع كما هو الحال في الجامعات الإسلامية، حيث يدرس الطالب عدداً من العلوم الشرعية وبعض علوم الآلة، فإذا أدركه الملل من دراسة مادة انتقل إلى أخرى، كما أرجو أن تعيد النظر في مقاييس النجاح، ويفضل أن يكون معك من يحمسونك على طريق العلم والخير.

وأرجو أن يعلم الجميع أن تكليف النفس فوق طاقتها أمر مرفوض، حتى في العبادات، ولذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين ذهبوا إلى بيوت أزواجه وسألوا عن عبادته، فلما أخبروا بها كأنهم تقالُّوها، وقالوا: (أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟!)، ثم فرضوا على أنفسهم عبادات شاقة، فقال أحدهم: (أما أنا فإنني أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: وأما أنا فأصلي ولا أرقد، وقال الثالث: وأما أنا فأعتزل النساء! فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وقريب من ذلك ما حصل مع عثمان بن مظعون وعبدالله بن عمرو، وأيضاً ما حصل بين سلمان وأبي الدرداء.

وهناك بعض الأمور التي تطرد الملل، ومنها ما يلي:

1. اللجوء إلى الله تعالى.
2. الإكثار من ذكر الله وتلاوة كتابه.
3. مصادقة الصالحين الناجحين.
4. شغل النفس بالهوايات النافعة.
5. التنويع في البرامج.
6. التفاؤل والأمل.
7. الواقعية في تحديد الأهداف ووضع البرامج.
8. إعطاء النفس أوقاتاً للاستراحة داخل البرنامج، والاهتمام بالترفيه بشرط أن يكون بمقدار.
9. تغيير مكان الدراسة وهيئة الجلوس.
10. طلب دعاء الوالدين والاهتمام بصلة الرحم.
11. التعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقراءة الرقية الشرعية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يعينك على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً