الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الزوج دراسة زوجته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كنت أحلم بالدكتوراه منذ الصغر، وبسبب الظروف المختلفة التي مرت بي من حمل وتربية وزوج وأسرة قررت أن أؤجل الدراسة إلى أن يشاء الله، وقد كبر الأبناء ولله الحمد، ورزقني الله بوظيفة جيدة، وتقدمت لإكمال دراستي في الخارج.

وقد اخترت البلد الذي تعيش فيه أختي الصغرى وزوجها لكي نساعد بعضنا في بلد الغربة، ولم يكن في الحسبان أن لا يتفق زوجي مع زوج أختي في أمور كثيرة مما أدى إلى خلق حساسية بينهما، وفي البداية كنت لا أعير الوضع أي اهتمام وكنت أعلم بأن علاقتي مع أختي لن يشوبها الضرر إن شاء الله، فمعاملتي لأختي ستبقى ملؤها المحبة والاحترام، وعلى الرغم من وجود الخلافات بين الأزواج تصرفنا بحكمة ولم يؤثر خلافهم في علاقتنا كأختين.

ولكن ما أزعجني وكدر صفوي هو أن زوجي الذي كنت أظنه أعقل من زوج أختي أمرني بعدم الذهاب إلى بيت أختي وعدم اصطحاب الأبناء لها، وأمرني إن أردت أن أراها فعلينا أن نتقابل في أي مكان غير منزلها، وفي إحدى المرات أقامت أختي حفلة ودعت فيها مجموعة من المغتربات إلى منزلها ولكن زوجي أصر أن لا نذهب إليها ونعتذر عن الحضور، وقد حاولت أن أناقشه في الموضوع، وأن أثنيه عن إصراره حيث أنه لا دخل لي بعلاقاته وخلافاته لكن دون جدوى، فاعتذرت لأختي بأن زوجي مريض ولا أستطيع أن أتركه هكذا، فقبلت العذر وأحسست بالحزن في صوتها كما أنني تمالكت نفسي من البكاء.

وقد فوضت أمري لله وأحسست بأنني وحيدة، وبما أن الدراسة تحتاج إلى تركيز أكثر وهدوء تام، وشعرت بأن هذين العنصرين أوشكا على الزوال قررت أن أنهي دراستي وأرجع إلى بلدي عند بقية أهلي، فهل لزوجي الحق في أن يحرمني من الذهاب إلى منزل أختي بسبب خلاف بينه وبين زوجها؟ وهل من الصواب أن أعود خاوية اليدين إلى بلدي وأنهي دراستي وأدوس على أحلامي وطموحاتي؟!

أشيروا علي وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلست أدري ما هو نوع الخلافات التي تولَّد عنها كل هذه الحساسيات، وماذا قدم لك زوجك من المبررات، وهل هو من أهل العلم والشهادات؟

وقد أسعدني حفاظك على علاقتك بشقيقتك رغم الأزمات، وهل بإمكانك التفاهم مع زوجك حتى تعودي لإكمال الدراسة؟ وما هي الأسباب التي دفعت زوجك لاتخاذ تلك المواقف؟ وهل يمكن أن يحصل تغيير إذا حاولت إدخال بعض الفضلاء؟ وهل يعلمون بالأمر؟ وما هو رأيهم؟ وما هو شعور زوجك حول ما حصل؟ وهل شعرت أختك أو زوجها بالمشكلة؟

وعلى كل حال فنحن ننصح كل امرأة بالتفاهم مع زوجها ثم بضرورة تفادي ما يولد غضبه أو شكوكه وإزالة ما في نفسه من المخاوف، ونحن في الحقيقة لم نكن نتمنى أن تُقطع الدراسة بهذه الطريقة، وإذا كانت هناك أي إمكانية لتصحيح الوضع فسوف يكون في ذلك مصلحة للجميع.

وأعتقد أن إقناعك لزوجك سيكون هو الطريق السليم لتحقيق طموحاتك ودراستك، وأعتقد أن موضوع الدراسة متعلق بعلاقة زوجك الكريم مع زوج أختك، وإقناعه يكون بحكم الشرع بوجوب صلة الرحم، وزيارتك لأختك من صلة الرحم التي أمر الله بها، وتوعد قاطعي الأرحام باللعن والطرد من رحمته جل وعلا، فلا يجوز له أن يمنعك من ذلك إلا إذا كان هناك سبب وجيه ومصلحة شرعية تفوق مفسدة قطع رحمك، والظاهر حسب وصفك أن هذه المصلحة من منعك من زيارة أختك غير موجودة ولا متوفرة، فبقي الحكم على حاله، وهو أنه لا ينبغي له أن يمنعك من زيارة أختك بحجة خصومته مع زوجها، فإذا تم إقناعه بالحكم الشرعي فسيكون من السهل عليك تدبر بقية أمورك.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بوضع الأمور في إطارها الصحيح، وعدم اتخاذ قرارات مستعجلة، فالمؤمنة تستخير وتستشير ثم تتوكل على الخالق القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً