الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض النسيان عند صغار السن وعلاقتها بالزهايمر

السؤال

جدتي لأمي توفيت وهي مصابة بالزهايمر، وأنا الآن عمري 32 سنة، أحياناً أشعر بأني أنسى أين أضع الأشياء؟ وأبحث عنها وأشعر أن والدتي كذلك!

هل هذا يعني أنني سأعاني من هذه المشكلة مستقبلاً؟ وماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بالنسبة لمرض الزهايمر يوجد منه نوعان، والنوع الشائع وهو الذي يصيب كبار السن بعد عمر الستين سنة لا يعتبر مرضاً وراثياً بأي حال من الأحوال، ربما يكون هنالك نوع من الميول الأسري البسيط ولكن لا نستطيع أن نقول إن ذلك إرثاً محتماً.

ويوجد نوع آخر وهو النوع الإرثي وهو الذي ينتقل عن طريق الوراثة، وهو قليل وقليل جدّاً.. وأنا في حياتي العملية والتي امتدت لحوالي ثلاثين عاماً شاهدت أسرة واحدة أصيبت بهذا النوع من الزهايمر الوراثي.

فمن الواضح - إن شاء الله تعالى – أن جدتك عليها رحمة الله تعالى قد توفيت في سن أكبر من الستين – حسب ما أتصور – وهذا لا يعني مطلقاً أن هذا النوع من الزهايمر هو النوع الوراثي، بل هو النوع الطبيعي الذي يحدث خاصة لدى بعض الناس بعد عمر الستين، وهذا موجود في كتاب الله تعالى: (( لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ))[الحج:5].

وأنا أعتقد أن ما يحدث لك الآن من نسيان أو عدم تركيز، وكذلك ما تلاحظينه على والدتك ناتج من أمرين: ناتج أنك قد حدث لك قلق خوفاً من أن يصيبك هذا المرض، والقلق في حد ذاته يؤدي إلى ضعف التركيز وتشتت الأفكار.

وناتج أيضاً أنك أصبحت انتقائية واختيارية في البحث ما يشابه أعراض الزهايمر، وهذا يسمى بـ (الإيحاء الذاتي)، فالإنسان حين يكون مشغولاً أو مهموماً أو قلقاً حيال أمر معين يكون انتقائياً واختيارياً جدّاً في أن يتخير الأعراض التي تنطبق على المرض.

هذا هو التفسير العلمي، وأسأل الله لك الحفظ ولا أعتقد أن لديك أي علاقة بعلة الزهايمر - إن شاء الله تعالى – وأسأل الله أن يحفظك ويحفظنا وجميع المسلمين من الأمراض وسيء الأسقام.

وعليه فعليك أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، وعليك أن تمارسي بعض تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس – لأنها تزيل القلق وتؤدي إلى الاسترخاء، والاسترخاء بالطبع يؤدي إلى تحسين التركيز.

وعليك أيضاً أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة – هذا ضروري جدّاً – ويجب أن يكون الغذاء الذي تتناولينه أيضاً من النوع المتوازن بقدر المستطاع، وحاولي أن تقرئي مواضيع قصيرة وكرريها أكثر من مرة، وهذا يحسن الذاكرة.

وأيضاً: قراءة القرآن الكريم لا شك أنها تحسن كثيراً من الذاكرة خاصة إذا قرأ القرآن بترتيل وتؤدة وتمعن.

هذه هي الأسس الأساسية التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يحسن من ذاكرته، وإذا كنت تحسين بقلق شديد فلا مانع أيضاً من أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة جدّاً التي تزيل القلق، هنالك عقار يعرف باسم (موتيفال) يمكنك أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهذا يكفي جدّاً.

بعض الناس يصيبهم انشغال وقلق وتوتر شديد، ويذهبون إلى المستشفيات، ويسألون كيف يمكن أن يتأكدوا بأنهم سيصابون بعلة الزهايمر أم لا؟ أو هل يوجد فحص لتحديد الجينات؟ الإجابة: لا. وهذا لا ندعو له مطلقاً، والإنسان يتوكل على الله ويسأل الله أن يحفظه، وأعتقد أنك إذا قمت بتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة سوف تفيدك جدّاً، وهذا أيضاً ينطبق على والدتك - إن شاء الله – فيمكنك أن تبلغيها نفس التوجيهات والإرشادات، وحتى إذا أرادت أن تتناول الموتيفال بمعدل حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، فهذا - إن شاء الله تعالى – خير وفيه نفع كبير.
أرجو أن تطمئني تماماً، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً