الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات الخلاص من أخلاق البيئة البيتية السيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتيت إلى بيئة غير بيئتي بغرض الدراسة، فتفاجأت أنه يوجد خلل في تربيتي ونشأة طفولتي، فقد اعتدت استخدام عبارات أو ألفاظ مستخدمة في بيئتنا، إلا أني وجدتها مستهجنة في بيئتي الجديدة، وكنت أعتبرها كلاماً أو عبارات عادية.

فمنذ الصغر درجت الوالدة - أطال الله عمرها في طاعته - أن تتكلم معنا بحدة، وهي صعبة المزاج معتدة بشخصيتها، ومن ضمن كلامها اليومي الذي أخذته منها مثلاً: (لا تصوتي هذا الشيء يصوت رحمك)، (جيبي هذا حالاً يجيبوكي في نقالة)، (اجلسي تجلسي مكسرة ومحسرة)، (ليه ماجيتي تجيكي العصا جدع).

وكمية هائلة من مثل هذا الكلام أعجز عن حصرها، وأيضاً مثل هذا الكلام شائع عند خالاتي، ولم نسمع في حياتنا منهم كلاماً طيباً أو دعوة صالحة، ولا يوجد في قاموس أسرتنا كلام لين أو طيب، حتى إن ابن خالتي يعاني نوعاً من المرض العقلي، فهل يمكن أن يكون ناتجاً عن مثل هذا الدعاء؟ وكيف لنا أن نتخلى عن هذه العادة السئية؟ وكيف نتعلم أن نتكلم كلاماً طيباً وألا ندعو على الناس أثناء كلامنا؟ وهل الموروث من الكلام والطباع غير الجميلة من السهل أن نتركه بالرغم من أننا درجنا عليه منذ طفولتنا؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان قادر على ترك كل قبيح، ولذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، بل إن الحيوان يتغير بالتربية والمران، وقد يتحول المستوحش إلى أليف، والدور الكبير في التصحيح يقع على عاتق المتعلمين، ولذلك فنحن سعداء بالسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال.
ولا شك أن ما تقوم به بعض الأمهات أمر مخالف لشريعة رب الأرض والسماوات، ومما يعين الإنسان على التصحيح ما يلي:

(1) اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
(2) إدراك خطورة مثل تلك الألفاظ التي ربما تصادف لحظة يستجاب فيها فتحصل الكارثة.
(3) مجالسة أصدقاء صالحين ناصحين.
(4) محاسبة النفس ووزن الكلمة قبل النطق بها.
(5) مراقبة الله وإدراك خطورة الكلمة من سخط الله.
(6) طلب المساعدة والدعاء من الوالدين والأخوات.
(7) تكثيف الزيارات وتحسين العبارات.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة صيانة اللسان، فإنه يورد صاحبه موارد الهلاك، ومن عد كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً