الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمور التي تساعد على الالتزام رغم العوائق الأسرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهل الشبكة الكرام، أما بعد:

فمشكلتي وباختصار: أني أريد سلوك طريق الالتزام، ولكن العائق أمامي هو إخوتي، فهم شباب مثل باقي الشباب - عفا الله عنهم جميعاً - وهم أكبر مني سناً، والمشكلة أنني متأثر بهم منذ الصغر، ولكن لا أحب أن أكون مثلهم، فكيف أؤثّر فيهم ولا أتأثر بهم؟

مع كل ما أراه من انحراف لا أستطيع تغييره، وأعترف أنني زللت أكثر من مرة بسبب ما أراه منهم، فأرجوكم تعبت كثيراً جداً، ولا تقل لي: اعتزلهم، فنحن في بيت واحد!

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإنه ومما لا شك فيه أن وجود البيئة الطيبة والصحبة الصالحة له أثره البالغ في استقامة الإنسان وتقويم سلوكه؛ ولذلك أوصاك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وقال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، إلى غير ذلك من النصوص التي تبين خطورة الصحبة وأثرها في سلوك الإنسان؛ ولذلك فإن من الواجب عليك إذا أردت الالتزام الحق أن تجتهد في البحث عمن يعينك على ذلك، ما دام إخوانك لا يساعدونك على ذلك، ولتحقيق ذلك عليك بالآتي:

1- البحث عن صحبة صالحة من زملائك وجيرانك، خاصة شباب المسجد الذي تصلي به، وقطعا ستجد منهم الكثير الذين يعوضونك عن إخوانك، بشرط أن يكونوا من أصحاب المنهج المعتدل، ومن الذين يعملون في النور.

2- أن تجتهد في حضور مجالس العلم وحلقات الذكر.

3- إذا كان قريباً منكم بعض المشايخ أو طلبة العلم الكبار، فاطلب العلم على أيديهم، فكما قال الحكيم لولده: يا بني! عليك بمجالسة العلماء؛ فإن مجالستهم رحمة، والبعد عنهم سخط الرحمن عز وجل.

3- إذا لم تجد أحداً يعينك - وهذا قطعاً مستحيل - فيمكنك أن تنتقل إلى بعض الأحياء أو البلاد المجاورة لكم، وتطلب من المشايخ أن يضعوا لك برنامجاً تسير عليه على أن تراجعهم من فترة لأخرى.

4- يمكنك أن تبدأ في حفظ القرآن ولو في كل يوم آية واحدة.

5- لا تترك إخوانك ولا تتخلى عنهم، إنما اجعلهم على قائمة اهتماماتك الدعوية، مع ضرورة استعمال الحكمة والموعظة الحسنة حتى لا ينفروا منك.

6- اعلم - ولدي محمود - أن أعظم وسيلة لدعوة إخوانك والتأثير فيهم هو سلوكك الملتزم مع حسن الخلق، والصبر الجميل، والنفس الطويل، فطبّق على نفسك ما تعلمته، وثق وتأكد أنهم سوف يتأثرون بذلك جداً، وأهم شيء عدم العجلة.

7- أكثر من التوبة والاستغفار، ولا تكثر الجلوس مع إخوانك إذا كانوا يشاهدون التلفاز أو غيره؛ لأن هذا يقسي القلب، ويورث الغفلة، واعلم - ولدي محمود - أن من كان مع الله كان الله معه.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً