الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر أدوية الاكتئاب والقلق النفسي على الجنين

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة - يا دكتور - أنا حامل في الأسبوع 31 من الحمل، وأتعاطى حبوب الاكتئاب من بداية الحمل، ألا هو تربتزول 25 وتفرنيل 25 في الأشهر الثلاثة الأولى، وبعدها استبدل الدكتور النفسي تربتزول بتفرنيل، يعني الآن أشرب 50 من دواء تفرانيل، وبعدها اتنكست حالتي النفسية بسبب خوفي على الجنين من أنه متشوه أو أصيب بتخلف عقلي بسبب هذه الأدوية، وبعدها ذهبت للطبيب النفسي لأن نفسيتي جداً تعبانة، ووصف لي دواء تربتزول 25 وتفرانيل 50 وأنا في الشهر الخامس، وخائفة جداً - يا دكتور - بأن هذه الحبوب تؤثر على الجنين.

ذهبت إلى أخصائية حمل ولادة وأجريت لي أشعة ملونة، وقالت لي: كل شيء سليم، ولا يوجد، والحمل طبيبعي، ولكن أنا خائفة جداً من هذه الأدوية وخائفة من الاكتئاب بعد الولادة جداً، أتمنى أن أكون طبيعية ولا تحدث لي انتكاسات - إن شاء الله -.

أنا خائفة- يا دكتور - من أن حالتي تزيد -يعني الاكتئاب والقلق يزيد- والجرعات أخاف تكبر، فهل الاكتئاب يزيد ما بعد الولادة؟

أرجو الرد - يا دكتور - على استشارتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فطومة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن الطبيعي أن تنزعج أي امرأة حامل لتناول أي دواء أثناء حملها، وهذا الانزعاج بالطبع يكون أكثر حين تتعلق الأمور بحبوب نفسية، وفي الأصل الاكتئاب النفسي يزيد أيضاً من قلق الإنسان، والذي أود أن أؤكده لك هو أن التربتزول والتفرانيل والأدوية التي تتناولينها هي - بفضل الله تعالى - من الأدوية السليمة جدّاً في أثناء الحمل ولم يسجل ضدها أي آثار سلبية على تكوين الأجنة، وهذه الأدوية قد أعطيت البراءة الكاملة من جميع المرافق العلمية التي تقوم في البحث في الآثار الجانبية على تكوين الأجنة في حالة تناول الأدوية النفسية.

والحمد لله أنت أيضاً قمت بمراجعة أخصائية الحمل وقد طمأنتك أن الأمور تسير بصورة طبيعية، وهذا أيضاً يجب أن يجعلك تطمئني أكثر.

إذن: أصل الأدوية التي تتناولينها هي سليمة في أثناء الحمل وذلك حسب الأبحاث العلمية، وهذه الأدوية تستعمل منذ أكثر من أربعين عاماً، بمعنى أنه قد استعملها آلاف النساء في أثناء الحمل.

والمتابعة مع أخصائية النساء والولادة يجب أن تكون عامل طمأنينة بالنسبة لك.

والأمر الذي بقي وهو حقيقة يجب أن يكون في البداية هو عليك بالتوكل على الله تعالى، وعليك بالدعاء أن ترزقي الذرية الصالحة الكاملة التكوين والطبيعية، وأن يجعل هذه الذرية من الصالحين ومن السعداء.

نحن دائماً نصاب بالخوف والهلع؛ لأننا ربما ننصرف أحياناً عن اليقين بأن الأمر بيد الله تعالى أولاً وأخيراً، وما يقدمه العلم هو إضافة فقط للتأكيد أو النفي فيما يخص هذه الآثار الجانبية، والحمد لله حتى الأبحاث العلمية مشجعة جدّاً بالنسبة لك، فأنا أشجعك تماماً على الاستمرار في الدواء، وحتى وإن زدت الجرعة فإن شاء الله لا بأس في ذلك، ولكن ما دامت هذه الجرعة مفيدة لك في وقت سابق فهي - إن شاء الله تعالى – سوف تكون مفيدة لك أيضاً.

بالنسبة لاكتئاب ما بعد الولادة فدائماً يكون أكثر في بداية الحمل، وليس من الضروري أن يحدث هذا النوع من الاكتئاب دائماً في أثناء الحمل، ولكن الاحتمالات ستظل موجودة وهذه حقيقة علمية يجب أن نذكرها لك، بمعنى أن احتمال حدوث الاكتئاب وارد؛ ولذا الذي أنصح به أن تكوني تحت المراقبة الطبية، وأن تتناولي الأدوية المضادة للاكتئاب دون أي تردد إذا شعرت بأي علامات لهذا الاكتئاب، وإذا كنتِ تريدين أن تتحوطي أكثر فيمكنك أن تستمري في تناول الدواء بعد الولادة مباشرة، ولكن هذا ربما يتطلب ألا تُرضعي طفلك من الثدي وأن يعطى الرضاعة الخارجية أو الصناعية كما تسمى.

هذا طبعاً ربما يشعرك بالذنب أنك قد حرمت الطفل وأنه لم تكن الرضاعة رضاعة طبيعية.

إذا كان هذا الشعور سوف يسيطر عليك فإذن عليك أن تنتظري وتراقبي نفسك، وتظلي تحت الرقابة وترضعي الطفل ولا تتناولي الأدوية، ولكن إذا حدث أي إشارة من إشارات الاكتئاب فيمكنك أن تتناولي الأدوية وتتوقفي عن الرضاعة، وحتى تناول الأدوية مع الرضاعة ليس فيه خطورة كبيرة على الطفل ولكن قطعاً لا ينصح الأطباء بإرضاع الطفل للأم التي تتناول هذه الأدوية وذلك كنوع من التحوط.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً