الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجاهد نفسي وأتمسك بديني في ظل هذه الظروف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية مقدرة أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، النعم التي منحني الله إياها لا تعد ولا تحصي، ولكن في ظل الظروف الحالية أصبح من الصعب التمسك بالدين، ورغم أني الحمد لله متمسكة بالمبادئ التي لا أتخلى عنها، إلا أن نفسيتي تعبانة كيف أتقرب من الله؟ كيف أجاهد نفسي؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإننا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله الخير، وأهل الإيمان لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، فلا تتركي ما أنت عليه من الخير اعتذاراً بكثرة الهالكين، وسيري على الحق والصواب ولا توحشنك قلة السالكين، وأبشري فإن الله سبحانه يحب الصابرين ويعطيهم أجرهم بغير حساب.

وقد أسعدني اعترافك بالنعم وأرجو أن تجتهدي في شكرها فإن الشكر يجلب المزيد كما أن الشكر يعين على حفظ ما عندك من النعم، ولذلك كانوا يسمون الشكر الحافظ والجالب.

وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

والكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما أراده وما يصيب المؤمن من هم ولا غم حتى الشوكة يصابها إلا كفر الله بها من خطاياه، والله سبحانه لم يرض الدنيا جزاءً لأوليائه بل وهبها سبحانه لمن آمن به ولمن كفر حيث يمتع الكافرين قليلاً ثم مصيرهم إلى النار، والدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كان كذلك لما سقى الكافر منها جرعة ماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة التمسك بهذا الدين والصبر على ذلك والثبات حتى الممات. كما أرجو أن تعلمي أن العصاة في شقاء كما وصف الله حالهم في قوله سبحانه: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))[طه:124]، أما أهل الخير فقد قال الله عنهم: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[النحل:97]. وها هي بلاد الغرب التي طار أهلها في الفضاء وغاصوا في الماء وتنعموا بالملذات تضيع عليهم كل النفوس فلا يجدون سبيلاً إلا إلى الهاوية والانتحار والمخدرات، ونسأل الله لنا ولكم السداد والثبات، ومرحباً بك في موقعك الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن رؤى السكر

    السلام عليكم ....
    #تجربتي ؛كنت قد بدأت الاتزام بالصلاه في اول الصف التاسع لتجنب الرياء لانه في احد الايام اقترحت معلمه الدين ان نجعل مثلى لنا في المدرسه وقد شاركت في ذلك وحدثت امي فقالت لي تجنبي الرياء والتزمي بالصلاه وبعدها حمدا لله بدات اصلي لكن دون اي تعمق ومرت ثلاث سنوات حتى وصلت لمرحله الثانويه العامه التزمت بديني لدرجه عظيمه جدا فقد كانت غرفتي الدراسيه مسجدا لي اقيم ليل وادعو وايجد وابتهل وبعد انتهاء العام نجحت والحمد لله وكنت اطمح لان ادرس الشريعه لاكسب ديني ودنياي فكانت هذه الكلمات هي ما يبادر به لساني عندما يقنعني احد اقرابي او والداي بعدم دراستها بحجه معدها واطي ومالها شغل والواحد بقدر يكسب دينه في اي مجال ..لكن فعلا قد اثرو بي ودخلت اللغه الانجليزي وانا الان اشعر باني مقصرة في حق نفسي وديني على الرغم من مداومتي للصلاه والسر انني حجابي حمد لله ساتر لكن اشعر عند لباسه بالتبرج وعدم الثقه بالنفس كليا فقد كنت في ايام المدرسه مداومه على لبس الحجاب الشرعي الابيض ....

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً