الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الروح المضطربة والغضبية نتيجة التخوف على المستقبل الدراسي وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم.

لطالما ساعدتموني في أحيان كثيرة؛ لأنكم بالفعل تحاولون دوماً توجيهنا إلى الطريق المستقيم -الطريق الصحيح- والآن أنا بالفعل مضطربة كلياً لا أعلم ما بي! إنني أنزعج لأتفه الأسباب وأتعصب على كل من حولي وأصبحت لا أطاق.

خاصة وأني أنتظر نتيجة الباكالوريا التي بذلت فيها والله شاهد كل ما أستطيع وأخذت بكل الأسباب، دعوت الله، حضرت -والله أعلم- ليلة القدر في رمضان حاولت قيام العشر الأواخر كلها، توكلت على الله وعملت ما في وسعي.

لا أعرف إن كان يجوز لي أن أسأل هذا، إلا أن يقال إن الدعوة في ليلة القدر مستجابة؟ أليست وعداً من الله؟ والله إني تعبانة عامي الثاني، وأريد تحصيل معدل عال؛ لأنني تعبت.

أرشدوني، جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mvdl, حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن من فعلت الأسباب وتوجهت إلى ربها التواب، فقد فعلت الصواب وخرجت من اللوم والعتاب وما عليها إلا أن ترضى بما يقدره مسبب الأسباب، فإن ترك الأسباب جنون والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد وعمل لا يقبل ولا يكون.

ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يحقق لك أمنيتك وأن يلهمك رشدك وأن يعيذك من شر الشيطان ونفسك.

ولا يخفى على أمثالك أن التوتر والاضطراب لا يقدم ولا يؤخر، وقد يوصل صاحبه إلى الاعتراض على القضاء والقدر، والله سبحانه يبتلي عباده بالخير وبالشر، فمن رضي بعد ذلك فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، والكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما أراده.

وأرجو أن تعلمي أن والديك ليس لهم ذنب ومن الظلم لهم القسوة معهم وهم بلا شك يحبون لك الخير ويسعدهم أن تكوني سعيدة.

ورحم الله سلف الأمة الذين يسألون الله فإن أعطاهم شكروه وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول مثلك لا يجاب، أو لعل المصلحة في أن لا أجاب، ثم يجتهدون بعد ذلك في التوبة والاستغفار والأذكار والصلاة والسلام على رسولنا المختار فيتفضل عليهم الكريم الغفار، وهم في كل الأحوال يرون سعادتهم في مواقع الأقدار.

وأرجو أن تعلمي أن المسلمة إذا شعرت بالضيق عليها أن تشتغل بالذكر والتلاوة والصلاة، قال تعالى: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ))[الحجر:97] فما هو العلاج؟ ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))[الحجر:98-99]، فتعوذي بالله من الشيطان واعلمي أن همه أن يحزن أهل الإيمان، ولكنه لا يستطيع إلا إذا قدر مالك الأكوان، وإذا داهمك الغضب فعليك بالوصفة النبوية وهي: السكون والتعوذ بالله من الشيطان، وذكر الرحمن، وهجران المكان، وتغيير الهيئة، وذلك بأن يجلس الواقف ويتكئ الجالس، فإن كان الغضب شديداً فعليك بالوضوء ثم الصلاة.

ونسأل الله أن يذهب عنك الضيق والتوتر والسوء.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً