الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم (صنفرة الجلد) بالليزر لإزالة الاسمرار وجدواه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من اسمرار الجلد في بعض الأماكن، وقد ذهبت إلى كثير من الأطباء فلم أجد علاجاً مؤثراً في هذا الاسمرار، وقد قرأت عن هذه التركيبة (هيدروكينون 5% + تريتينون 0.1 % + ديكساميثازون 0.1 %)، فهل توجد أضرار في مكونات هذه التركيبة؟ وهل يوجد شيء يسمى (صنفرة الجلد) بالليزر لإزالة هذا الاسمرار؟ وهل يجوز الذهاب إلى مراكز التجميل لتنظيف هذه الأماكن وتقليل الاسمرار؟ وهل يضر الليزر بالجلد؟!

علماً بأني سوف أفعل ذلك لأني سأتزوج قريباً إن شاء الله، وشكل هذا الاسمرار منفر، وسوف أعمله من أجل زوجي فقط.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bosi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه التركيبة تعتبر من التركيبات الجيدة الخاصة باسمرار الجلد، ولكن يجب الحذر عند استخدامها، ويجب استخدامها تحت إشراف طبيب متخصص، حيث يفضل عدم استخدامها في الأماكن الحساسة لأنها تسبب التهاباً وتهيج الجلد.

وفي حالة وجود اسمرار في الأماكن الحساسة مثل ما بين الفخذين فيجب استعمال كريمات أخرى مثل (يونيتون فور) أو (ديرماوايت كريم) أو (بيرلا كريم)، ويمكن استعمال (الهيدروكينون) ولكن بتركيز أقل وهو (2%) فقط مع (هيدروكورتيزن 1%)، والضرر المتوقع من هذه التركيبة هو تهيج الجلد وتقشيره واحمراره ولكن يكون تأثيراً مؤقتاً ثم تكون النتائج جيدة بعد ذلك بإذن الله خلال شهرين أو ثلاثة من الاستعمال.

وقبل كل ذلك يفضل تجنب أسباب هذا الاسمرار، ففي حالة وجود الاسمرار في الأماكن المعرضة للشمس فيجب استعمال واقٍ للشمس بمعامل حماية كبير واستخدام القبعات أثناء التعرض للشمس.

وفي حالة وجود الاسمرار في الأماكن بين الفخذين أو تحت الإبط فيجب تجنب الاحتكاك والغسيل المفرط بالليف والصابون لهذه الأماكن؛ لأن حدوث التسلخات ينتهي غالباً بهذا الاسمرار.

وأما صنفرة الجلد فإنها تأتي بنتائج جيدة خاصة في البشرة الفاتحة أو البيضاء، وتختلف استجابة الحالة حسب نوع الاسمرار -بمعنى هل هو في الطبقة العليا أم السفلى من الجلد؟-، فإذا كان في الطبقة العليا فتكون الاستجابة جيدة بفضل الله.
والله الموفق.
د. إبراهيم زهران.
=======================================
وأما ما يتعلق بالذهاب إلى مراكز التجميل لتنظيف هذه الأماكن وتقليل الاسمرار فإن الشرع أباح الزينة ورغب فيها ما لم تكن بحرام أو بما فيه ضرر أو تتجاوز حد الاعتدال، فيجوز للمرأة المسلمة أن تستعمل أدوات التجميل لإزالة البقع والكلف والعيب والتشوه.

وقد سبق بيان حكم التجميل ما يجوز منه وما يمنع بالأدلة والتفصيل في عدة فتاوى منها: (24446، 7452، 1007، 1509)، فنرجو الاطلاع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.

وفيما يخص ما ذكرته من اسمرار في الجلد في بعض الأماكن فإنه إن كان أمراً أُحادياً بسبب مرض ونحوه فإنه لا حرج في السعي في إزالته بالطرق المشروعة، وليس في هذا تغيير للخلقة، بل هو يشبه العلاج من جميع الأمراض، ومثل هذا أيضاً ما إذا كان يسبب لك تشويهاً في الخلقة تخرجين به عن المألوف.

وأما لو لم يكن شيء مما ذكر وإنما كنت تريدين فعله طلباً للزيادة في الجمال فإنه لا يجوز ولو كان للزوج، لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، ويتأكد المنع إذا كان فيه اطلاع على العورة أو بما فيه ضرر، وللمزيد من التفصيل والأدلة انظري الفتاوى أرقام: (70684، 19759، 7452)، ونود أن نلفت انتباهك إلى أنه لا بد من الدخول على ركن الفتوى والبحث بالأرقام المذكورة لكي تتمكني من الاطلاع على الفتاوى المذكورة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً