الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأنيب الضمير نتيجة الاستمرار في ممارسة العادة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أمارس العادة السرية منذ صغري، وكلما أعد نفسي بالإقلاع عنها أعود إليها مرة أخرى، فصرت أمقت نفسي لذلك، وأشعر بأني رهينة أعمالي التي كلما تذكرتها لا أستطيع مسامحة نفسي عليها.

ورغم أني مسلمة متحجبة وأحافظ على صلاتي إلا أن هذه المشكلة لم أستطع أن أتجاوزها، ويزداد ألمي وحزني كلما أفكر بأن أعراضها بدأت تظهر علي، وقد نقص نظري وقلت ذاكرتي وصرت كثيرة النسيان، فما الحل الأمثل لكي أستعيد ثقتي بنفسي وأتخلص من هذه العادة؟ وكيف يمكن أن أكون قوية وشخصيتي قوية؟!

وأشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر ذنبك وأن يستر عيبك وأن يعينك على التخلص من هذه العادة المحرمة، وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما وقعت فيه من المعاصي وممارسة هذه العادة المحرمة سببه ضعف الإيمان مع قلة العلم الشرعي وعدم قيام الأسرة بدورها المطلوب من التوجيه والتوعية والمتابعة، مما سهل على الشيطان فرصة إيقاعك في الحرام وتزيينه لك حتى أصبح من الصعب عليك التخلص منها رغم محاولاتك المتكررة.

ورغم صعوبة التخلص منها والإقلاع عنها إلا أنه ليس مستحيلا وإنما يحتاج منك إلى العزيمة الجادة والقرار الحازم بضرورة التوقف وفورا ودون تردد، ثم بالقضاء على الأسباب التي تؤدي للوقوع فيها مثل الإقامة وحدك في غرفة مغلقة عليك، فعليك بعدم النوم وحدك وإنما اطلبي من إحدى أخواتك النوم معك في نفس الغرفة أو على الأقل عدم إغلاق باب الغرفة عليك، وعليك بترك الباب مفتوحا.

ويلزمك عدم المكث طويلاً في دورة المياه وعدم الدخول إليها إلا عند الرغبة الشديدة في قضاء الحاجة، على أن تخرجي فوراً بعد ذلك، وكذلك عدم الذهاب إلى النوم إلا عند الشعور بالرغبة الشديدة في النوم، وترك الفراش بسرعة عند الاستيقاظ من النوم أو عند القلق وعدم النوم.

ومن الوسائل المساعدة على ذلك النوم على وضوء مع المحافظة على أذكار النوم، والهروب من التفكير في العادة وعدم الاستسلام لذلك والانشغال بأي شيء آخر حتى لا يستدرجك الشيطان لها مرة أخرى، وعليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك منها.

وينبغي التفكير في الآثار المدمرة المترتبة عليها من الناحية الشرعية والنفسية والصحية والزوجية، واستغلال أوقات الفراغ في قراءة بعض كتب السيرة، خاصة حياة الصحابيات وبعض العابدات العالمات، مع حفظ ولو آية واحدة من القرآن يومياً، والبحث عن صحبة صالحة من الأخوات الصالحات للتواصل معهم، خاصة عند لحظات الضعف النفسي والشعور بالرغبة في ممارستها.

وإذا منّ الله عليك بالتخلص من هذه العادة فثقي وتأكدي من أنك سوف تستعيدين ثقتك في نفسك وتشعرين بقوة عجيبة سوف تشعرين بها لأول مرة، فتوكلي على الله ولا تترددي وصممي على أن تنتصري هذه المرة، وأنا واثق أنك ستنجحين في ذلك بإذن الله هذه المرة، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً