الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهيستامين .. وظيفته وتأثيره على المزاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما هي وظيفة الهيستامين من حيث التأثير على المزاج؟ وما هي الأدوية التي تعمل على تحسين المزاج بواسطة الهيستامين؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ramy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الهيستامين له بعض التأثيرات البسيطة على المزاج، فهو بصفة عامة استرخائي، أي أنه يؤدي إلى نوع من الاسترخاء العام في الجسم وكذلك في النفس وفي الوجدان، لكن لا نستطيع أن نقول إن الهيستامين يحسن المزاج؛ لأن الكثيرين يعتقدون أن الهيستامين يساعد على تحسين المزاج، وهذا أمر شائع في وسط بعض الناس بكل أسف.

والأدوية التي تعمل على تنشيط الهيستامين أو على التحكم فيه هي أدوية تؤدي إلى نوع بسيط من تحسن المزاج، وهذا التحسن يؤدي إلى نوع من التعود ونوع من الإدمان، وهذا التعود وهذا الإدمان ينتهي بنوع من الاكتئاب، ولذلك فإننا نجد الإنسان مضطراً لتناول المزيد من هذه الأدوية التي تحتوي على مادة الهيستامين، ونلاحظ كثيراً أن البعض يستعمل الأدوية المضادة للسعال ولنزلات البرد بصفة مكثفة جدّاً؛ لأن معظم هذه الأدوية تحتوي على مضادات للهيستامين.

وعلى ضوء ذلك يشعر الإنسان أنه في حاجة لتناولها حتى يحس بالأثر الإيجابي، وهذا الأثر الإيجابي يتأتى من علاج آثار انسحاب هذه الأدوية، إذن يجب أن تعلم أنه لا نستطيع أن نقول إن هنالك أدوية تعمل على تحسين المزاج بصورة علمية صحيحة وتعمل على الهيستامين، فلا شك أن الأدوية المثبطة للهيستامين ومنها عقار (برومثازين Promethazine) أو ما يعرف بـ(Phenergan) هو دواء شائع الاستعمال ويستعمل من أجل علاج الحساسية، كما أنه يحسن النوم بصفة كبيرة، ولكن هناك بعض الناس أدمن على هذا الدواء، ولا أقول إنه من الأدوية الإدمانية الشديدة ولكنه قد يتعود عليه الإنسان بدرجة يجد نفسه لابد أن يتعاطاه بصفة يومية، وهذه الدرجة من التعود لا نستطيع أن نتجاهلها.

إذن أرجو أن تعلم أنه لا توجد أدوية تعتمد على الهيستامين وتحسن المزاج بالصورة العلمية التي نعرفها.

وهناك أمر آخر يجب أن تعرفه وهو أن الأدوية المضادة للهيستامين وجد أنها إذا استعملها الإنسان لفترة طويلة ربما تؤدي إلى ضعف الذاكرة، وهناك الآن بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الأدوية – أو المركبات الكيميائية – التي تستشعر أو تزيد من مادة الهيستامين في مناطق معينة في المخ وليس في كل الجسم ربما تساعد في تقوية الذاكرة، ولكن هذا الأمر أمر لا زال تحت البحث.

إذن الأدوية أو المركبات التي تنشط الهيستامين في أماكن معينة في المخ ربما تساعد في تحسين الذاكرة، وبنفس المنطق الأدوية التي تثبط الهيستامين قد تضعف الذاكرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً