الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النسيان المؤقت وعلاقته بالصرع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 33 عاماً، منذ فترة -حوالي سنة ونصف- بدأت ألاحظ أمراً لا أدري ما هو الوصف الصحيح له، لاحظت أنني أحياناً وعندما أتكلم عن أمر معين قد أنسى لفترة بسيطة لا تتجاوز الثواني عن أي شيء أتكلم، وأيضاً في بعض الأحيان قد أكون جالساً في إحدى غرف منزلي قد أنسى لفترة ثواني معدودة معالم الغرفة مثل أين الباب أو الشباك.

هذا الأمر قليل التكرر، فهو ممكن أن يتكرر كل شهرين أو ثلاثة أشهر مرة واحدة، فهل هو بداية مرض عقلي مثل فقدان للذاكرة أم ماذا؟

علماً أنني أتعاطى دواء اسمه تيمونيل منذ عام 1994 نظراً لإصابتي بنوبات صرع خفيفة، وحالتي مستقرة جداً -والحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الظاهرة التي تحدث لك وهي هذه الغشاوة الوقتية ليست أمراً خطيراً إن شاء الله، وأرجو ألا تكون مزعجة بالنسبة لك، فهي ربما تكون ناتجة من قلق بسيط -هذا احتمال- والاحتمال الثاني هو أنه أحياناً تحدث انقباضات بسيطة في بعض الشرايين الموجودة في المخ، والتي من مهمتها إيصال الدم إلى مراكز الذاكرة في المخ، فيحصل نوع من الانقباض التلقائي البسيط جدّاً لهذه الشرايين ثم بعد ذلك ينتهي الانقباض وترجع الأمور إلى طبيعتها.

وأنا حقيقة أكثر ميولاً لهذا التفسير، وهو أن هنالك انقباضاً وقتياً يحدث وحين يقل الدم بهذه الصورة الوقتية لمركز الذاكرة ومركز اليقظة والوعي، فقطعاً قلة أو انقطاع الدم التلقائي والجزئي هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة، فأرجو ألا تنزعج لها أبداً، ولا أعتقد أن هنالك علاقة بينها وبين دواء الصرع الذي تتناوله، وبالطبع مرض الصرع ذاته قد يؤدي إلى تغيرات بسيطة جدّاً في الدماغ، وهذه التغيرات ربما تكون مرتبطة بنفس المنطقة التي يقل فيها الدم بصورة وقتية، هذا كله جائز، وهذا هو التفسير الأقرب في نظري.

وهذه التغيرات لا يمكن إثباتها بأي وسيلة فحصية حتى الصورة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لا يمكن أن توصلنا لهذا التفسير أو لهذا السبب الذي ذكرناه، ولكن عموماً أرجو ألا تنزعج مطلقاً فهذه ظاهرة فسيولوجية بسيطة جدّاً، ولا تدل مطلقاً على وجود مرض عضوي حقيقي في المخ أو في الشرايين.

إذن استمر على العلاج الذي تتناوله، ونصيحتي لك هو أن تحاول أن تتناسى هذه الظاهرة بقدر المستطاع، وعليك أيضاً أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة -هذا ضروري- وأيضاً حاول أن تمارس بعض التمارين الرياضية، فهذه -إن شاء الله- تنشط الدورة الدموية بصورة أفضل.

هنالك عقار يعرف باسم (نتروبيل Nootropil) وهو دواء ينشط الدورة الدموية، ويستعمل في مثل هذه الحالات أحياناً، يستعمل أيضاً في حالات ضعف الذاكرة، وإن كنت لا تعاني من ضعف في الذاكرة، فلا بأس أن تتناول هذا الدواء بجرعة أربعمائة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك بجرعة أربعمائة مليجرام مساءً لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

هذا إذا تيسر الحصول على النتروبيل، وإذا لم يتيسر فهو ليس علاجاً ضرورياً، والظاهرة غالباً هي ظاهرة فسيولوجية بسيطة، وعدم الانشغال بها وعدم التركيز عليها وتجاهلها وأخذ الراحة الكافية، وممارسة الرياضة تكون كافية لأن تختفي هذه الظاهرة -بإذن الله تعالى-، فأرجو ألا تقلق مطلقاً حيالها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً