الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقترحات وحلول لامرأة ترغب في الحمل وتخاف من من إيقاف دواء الزيروكسات

السؤال

أعاني من الكوابيس والخوف بمجرد توقفي عن أخذ السيروكسات، لقد مللت من هذه الحالة، إلى متى وأنا سوف آخذ الحبوب النفسية، أريد أن أحمل ولكن أخاف من أخذ السيروكسات خلال الحمل كي لا يتشوه الجنين، وأخاف في نفس الوقت إذا تركت السيروكسات أن يشتد الاكتئاب أثناء الحمل، فهل هناك - يادكتور - دواء يؤخذ وقت النوم فقط وعند اللزوم وليس بشكل يومي يريح الإنسان في نومه وباقي يومه التالي؟ وهل تفيد - يا دكتور - المكملات العشبية مثل الفاليريان في معالجة مشكلتي أم أنه مكتوب علي أخذ دواء الاكتئاب أبد الدهر وكأن عندي سكراً أو ضغطاً؟

أيضاً لاحظت أن دورتي الشهرية تتأثر إذا أخذت السيروكسات، وتكون جيدة إذا قطعته، هل من تعليق على الموضوع؟ وما الحل للحموضة وعسر الهضم التي تأتيني مع تناولي للسيروكسات؟ هل يصح أن آخذ يومياً معه مضاداً للحموضة؟

مع جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن تتفهمي تماماً أن هذه الأدوية من نعم الله تعالى، وأنه منذ حوالي خمس وعشرين سنة فقط لم توجد أي علاجات فعالة بالنسبة للاكتئاب أو الأمراض المصاحبة، فالحمد لله الذي سخر لنا العلماء لئن يصلوا إلى هذه الاكتشافات المستحدثة والتي ساعدت الناس تماماً.

قد قلت أن هذا الاكتئاب مثل الضغط أو السكر، هذا الكلام حق فالاكتئاب مشابه للسكر ومشابه لضغط الدم، والآن النظرية البيولوجية للاكتئاب أصبحت هي النظرية السائدة، وهذا يعني - أختي الكريمة - أن الإنسان قد يحتاج للدواء لفترة طويلة، فمرض السكر ممكن أن يحافظ عليه الإنسان بتنظيم الطعام وممارسة الرياضة، ولكنه أيضاً قد يحتاج للدواء، وهكذا بالنسبة للاكتئاب فالإنسان قد يحاول أن يحسن من ظروف حياته، ويحاول أن يتواءم اجتماعياً، ويحاول أن يحل المشاكل التي تواجهه، ويحاول أن يكون إيجابياً في تفكيره، ولكن بالرغم من ذلك قد يحتاج البعض للدواء لفترة طويلة، وبفضل الله تعالى هذه الأدوية أدوية فعالة وأدوية سليمة لدرجة كبيرة.

إذا أردت الحمل فمن الأفضل بالطبع أن تتوقفي عن الدواء؛ لأن فترة الأربعة أشهر الأولى – فترة تخليق الأجنة – يوصى وينصح بألا تتناول المرأة الحامل الدواء إلا إذا كانت هنالك ضرورة لتناول الدواء، وهنالك - الحمد لله - أدوية أثبتت سلامتها حتى في أثناء الحمل مثل عقار (بروزاك)، فيعرف عن هذا الدواء أنه سليم في أثناء الحمل، ويتميز أيضاً أنه لا يسبب أي أعراض انسحابية.

ما يأتيك من كوابيس وخوف بمجرد التوقف عن الزيروكسات هو جزء من الأعراض الانسحابية التي يسببها الزيروكسات في الأيام الأولى – هذا في رأيي – وبالطبع حين تتوقفي عن الزيروكسات لمدة طويلة سوف يأتيك الاكتئاب، والاكتئاب أيضاً يؤدي إلى الكوابيس وإلى الخوف، والذي أنصحك به هو أن تتوقفي عن الزيروكسات، ولكن يمكنك أن تستبدليه بالبروزاك؛ لأن البروزاك سيلم في أثناء الحمل، ولا يسبب أي أعراض انسحابية؛ ولأنه يوجد منه الآن مستحضر يعرف باسم (بروزاك 90)، وهذا يمكن تناوله بمعدل كبسولة واحدة في الأسبوع من أجل الوقاية – بعد أن تستقر الحالة تماماً -.

إذن: توجد حلول، وهي حلول - في رأيي – ممتازة وجيدة جدّاً، وعليه ابدئي البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تناولي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر أو شهرين، وبعد أن تستقر حالتك تماماً يمكنك أن تتناولي البروزاك الأسبوعي – واحدة في الأسبوع – (أربع كبسولات في الشهر) وهذا لا يعني أي شيء - أختي الكريمة - فمهما تناوله الإنسان لفترة طويلة لن يؤثر ذلك سلباً أبداً لأنه دواء سليم ويحفظ صحتك ويزيل عنك الاكتئاب - بإذن الله تعالى - هذا فيما يخص العلاج.

أما بالنسبة للجزء الثاني من سؤالك وهو أن الدورة الشهرية لا تنتظم حين تكونين على الزيروكسات، فهذا لا علاقة له بالسيروكسات، بل العكس فالسيروكسات يؤدي إلى انتظام الدورة الشهرية؛ لأن الاكتئاب والقلق من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، والزيروكسات لا ينظم الدورة الشهرية من خلال فاعليته الكيميائية على الهرمونات، ولكنه يحسن الدورة الشهرية وينظمها، وذلك عن طريق علاج القلق والاكتئاب.

إذن: هذا أيضاً سبب يدعوك للحفاظ على الدواء، والبروزاك له نفس الخاصية: يزيل القلق والاكتئاب وتستمر الدورة الشهرية في التحسن.

أما بالنسبة للحموضة وعسر الهضم، فهذه أيضاً يحدث من الزيروكسات وحتى من البروزاك في الأيام الأولى خاصة في بداية العلاج؛ ولذا ننصح دائماً بتناول هذه الأدوية بعد الأكل، فهذا هو الأفضل وهذا هو الأحوط.

أيضاً حاولي أن تحسني من صحتك النومية وذلك بممارستك أي نوع من الرياضة تكون متاحاً ويناسبك كامرأة مسلمة، وعليك ألا تنامي في أثناء النهار، وعليك أن تكوني حريصة جدّاً على أذكار النوم، وحاولي ألا تشربي أي مشروب يحتوي على مادة الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً، هذه - إن شاء الله - أمور كلها تحسن كثيراً من النوم.

يوجد دواء عُشبي يعرف باسم (إسليب أشور Sleep assure ) يمكن الحصول عليه من الصيدليات دون وصفة طبية، وهو يساعد في النوم كثيراً، كما أن عُشبة (الفبريان) أيضاً تساعد في تسهيل النوم.

هذه كلها يمكن أن تكون إضافات إيجابية، ولكن الضروري هو أن تحافظي على البروزاك أو حتى على الزيروكسات – إذا أردت الاستمرار عليه – وعليك أيضاً تطبقي الإرشادات التي ذكرتها لك بخصوص تحسين وضع النوم، وعليك أيضاً بالتفكير الإيجابي، وأن تكوني فعّالة في بيتك وعنايتك بأولادك وبزوجك، فهذا - إن شاء الله - يجعلك تحسين بنوع من الراحة والتحفيز الذاتي الداخلي.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن دانا

    فعلا دواء بروزاك رائع عن تجربة .. الحمدلله رب العالمين من سنة كنت في حالة كآبة الله بعلم فيها من خوف وجع الم عدم الرغبة بأي شئ بكاء على طول ..وبعد اخذي لبروزاك بعد شهر تقريبا حسيت بفرق الحمدلله وتحسن وحاليا بفضل الله حاسة بتحسن كبير ورجعت لطبيعتي ما بنكر في ايام لما اتذكر يلي صار معي بحس بتوتر بس الحمدلله عم بعرف اتصرف معو ..الحمدلله رب العالمين الله يعطينا الصحة والعافية وهداة البال إن شاءالله

  • الأردن A.m

    شكرا للجميع على النصائح الجميلة بالنسبة للدواء ورفع المعنوية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً