الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور فطريات صغيرة بيضاء في الظهر والصدر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ 4 سنوات ظهر في جسمي (الصدر والظهر) فطريات صغيرة لونها أبيض وبدأت تنتشر في كل ظهري وصدري ورقبتي أكبر من الأولى، وعندما راجعت الطبيب أخذت دواء فتحول اللون إلى أحمر يشبه البهاق ثم أخذت دواء آخر وعادت إلى لونها وأخبرني الطبيب أنها ستبقى والدواء فقط يحد من انتشارها أرجو معرفة سبب هذه الفطريات وهل هناك علاج لها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد الدين الغضب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الوصف المذكور يتماشى على الأغلب مع ما نسميه بالنخالية المبرقشة أو التينيا الملونة والتي هي أحد الأمراض السليمة والشائعة والتي تسببها بعض الكائنات الدقيقة والتي كانت تنتمي إلى الفطريات.

والنخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون وذات وسوف تُشبه البودرة أو الملح تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالاً عديدة ومتنوعة ومختلفة وتنتشر إن لم تُعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة.

النخالية المبرقشة تُعتبر شافية إن اختفت الوسوف وإن بقيت آثارها التي غالباً ما تكون بقع ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.

النخالية المبرقشة أو الملونة غالباً ما تُصيب بعض الأشخاص دون الآخرين، ومع أنها مرض معد ولكن لوجود قابلية فردية عندهم.

إن النخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يُصيب الإنسان أكثر من مرة؛ لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالباً ما تعود عندما يكون الجسم مهيئاً لها، أي رطب متعرق، وهذا متوفر صيفاً أو عند من يعملون خارج المكاتب أو الرياضيون أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.

تُعالج الحالة الموضعة بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب) وذلك بالغسل اليومي واتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يومياً، ولا ننسى غسل الملابس وكويها لمنع العدوى منها، وتُستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصةً صيفاً، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائياً.

أما الحالات المتوسطة من التينيا فتُعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.

أما الحالات الشديدة فتُعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يومياً لمد أسبوع تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضاً).

أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.

وعند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يُعاد العلاج من جديد، ولا يُعتبر ذلك فشلاً للعلاج بل يُعتبر عدوى جديدة.

إذن الفطريات ستزول ولكنها قد تعود بسبب القابلية الجسدية الفردية ومع ذلك لا خطر منها وغالباً ما تعود عندما تتهيأ لها الأسباب.

وأما اللون فهو آثار وليست مرضا، وعلاجها تجميلي قبل أن يكون ضرورة طبية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا محمد عبدالرحيم

    شكرآ ليك يا دكتور على المعلومة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً