الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لزوم الأهل والنفقة عليهم طريق إلى الاستقرار

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعمل في منطقة نائية، وأتحمل مسؤلية أسرتين، أسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وابني إضافة إلى أخواتي؛ ومعاش والدي لا يكفي، ونعتمد على دخلي إلى حد كبير، وأنا لا أستطيع البعد عن الأسرة، وأفكر الآن في الاستقرار، لكن لا يفيض شيء من دخلي، ومشكلتي هي التردد في كيفية الاستقرار، ولا يوجد عمل آخر ولا مرتب يكفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ المبارك الأستاذ / سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يبارك لك في نفسك وأهلك وولدك ومالك، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يوسع عليك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك من الكرام البررة الذين يحبهم ويحبونه .

أخي الفاضل! كم أنا سعيدٌ بأن مثلك ما زال موجوداً في أرض الكنانة، وكم نحن هنا بالموقع فخورين بك وبحرصك على إكرامك أهلك، فبارك الله فيك، وحماك ورعاك، ووفقك إلى كل خير.
وأما بخصوص سؤالك: فإن كانت إقامة أسرتك معك في منطقة عملك ستمنعك من مساعدة أهلك، فأرى أن تصرف النظر عن ذلك، وأن تظل مع أسرتك الكبيرة؛ لأنهم في حاجةٍ إليك، وأنت في حاجة أشد إلى دعائهم ورضاهم عنك، وإدخال السرور عليهم وعلى نفسك، واعلم أخي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فرجائي لا تكسر قلوب أهلك، ولا تتركهم أو تتخل عنهم، واعلم أن الله سيبارك لك، وسييسر لك أمرك، ويكفيك رضا والديك وإخوانك عنك، فو الله هذا هو خير من ملء الأرض ذهباً، ويكفي ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رضا الله من رضا الوالدين ) فاحرص على ذلك، واصبر وتحمل، واعلم أن الله سيعينك ويوسع عليك كرامةً منه لإكرام أهلك، فلا تحرم نفسك هذه النعمة العظيمة، وستجد بركة ذلك في حياتك كلها، بل وفي دنياك وآخرتك.
والله أسأل أن يشرح صدرك لذلك، وأن يعينك على مواصلة هذا البر العظيم، وأن يتقبل أعمالك خالصةً لوجهه الكريم، وادعو الله أنت أن يتقبل منك هذه التضحية، وأن ينفعك بها في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً