الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتعب وبنبض في الوجه يزيد مع التركيز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت معاناتي من عامين، وكانت بدايتها بكثرة الشعور بالتعب، ومع مرور الوقت أصبحت أحس بعدد من العوارض التي أعتبرها حتى الآن غامضة... وهي كالتالي:
شعور بنبض في الوجه يزيد مع زيادة تركيزي في أي أمر كالقراءة أو أي أمر يتطلب التركيز مهما كان صغيراً بحيث يصعب علي حتى قراءة صفحة واحدة بتركيز، وهذا ينطبق على التفكير أيضاً، وعندما أصارع نفسي بالتركيز تشتد علي تلك العوارض بحيث أحس بحرارة غريبة بالإضافة إلا أن ذلك النبض يؤدي أحياناً لانسداد للأنف وشعور بالتعب، لذلك أصبحت أحاول الابتعاد عن كل ما يتطلب التركيز.

يترافق مع هذه العوارض حالة نفسية سيئة مع قلق وشعور ببعض الخوف.

أصاب بالدوار عندما أرفع رأسي للأعلى أو أنظر للأسفل أحياناً، هذه الحالة الغريبة قلبت حياتي رأساً على عقب، بحيث بدأت بالميل نحو العزلة أملاً في الهدوء حتى أني تركت عملي حيث أني لم أعد قادراً على التركيز أبداً لما يسببه لي التركيز من تعب شديد.

بالطبع زرت العديد من الأطباء ولكن دون فائدة تذكر، فبعد الكثير من التحاليل والتي وصلت لعمل تصوير تلفزيوني للقلب لأني في إحدى المراحل كنت أشعر بالخفقان ربما بسبب الخوف ولكن جميع التحاليل كانت سليمة.

فماذا يمكن أن يكون سبب هذه المعاناة؟ هل لديكم تشخيصاً معيناً؟
هل يمكنكم إرشادي لعمل تحاليل معينة؟ ولأي طبيب أتجه حيث أني كنت أتوجه في السابق لطبيب باطنية؟

ولكم كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه المتاعب التي تعاني منها فيها الجانب العضوي وفيها الجانب النفسي، والأعراض من هذا النوع عضوية كانت أو نفسية هي ذات منشأ نفسي، بمعنى أن الذي تعاني منه هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، فالشعور بالتعب هو من صميم القلق النفسي، كما أن فقدان التركيز أيضاً من أعراض القلق، وما تعانيه من شعور بالنبض في الوجه هذا شائع جدّاً وسط مرضى القلق، فالذي يحدث هو حين يقلق الإنسان تحدث زيادة في إفراز مادة (الأدرانلين) وهذه المادة تجعل الإنسان يستشعر ضربات قلبه خاصة شرايين الوجه أو شرايين اليد وكذلك شريان الأورطي في البطن لدى الأشخاص نحيفي الأجساد.

إذن هذه ظاهرة عضوية ولكن أسبابها نفسية، كما أن التحقن الذي يحدث في الأنف هو ناتج من زيادة إفراز مادة (الهستامين) وهي تعرف بأنها تفرز مع وجود القلق ومع وجود المخاوف.

لا شك أن القلق حين يتزايد على الإنسان يجعله أكثر عزلة ويفقده كفاءته النفسية وكفاءته الاجتماعية.

فأرجو أن تتأكد تماماً أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة وليست أكثر من ذلك.

أنت أخي الكريم قمت بإجراء كل الفحوصات والحمد لله هي سليمة وهذا هو المتوقع في مثل هذه الحالات، ربما يكون هنالك فحص واحد مهم وهو فحص وظائف الغدة الدرقية، ففي بعض الحالات تكون مرتبطة بأعراض التعب والقلق، ولكن أنا لا أتوقع أنه لديك أي خلل في هذه الغدة، وعموماً إذا لم تقم بهذا الفحص فأرجو أن تقوم بإجرائه وذلك من أجل التأكد.

أما بالنسبة للعلاج - أخي الكريم – فمن أفضل وسائل العلاج بالنسبة لك هي ممارسة الرياضة بانتظام – خاصة رياضة المشي أو الجري – بمعدل لا يقل عن أربعين دقيقة إلى ساعة في اليوم. ربما تشعر ببعض الجهد والتعب في الأيام الأولى ولكن بعد ذلك سوف تنطلق - إن شاء الله - جسدياً ونفسياً.

وعليك أيضاً بالتفكير الإيجابي، فلا تكن سلبياً في تفكيرك، فالإنسان كثيراً ما تفرض عليه بعض الظروف أن يفكر سلبياً، ولكن حين يتجرد وينظر إلى النعم الكثيرة التي هو فيها فمن المفترض أن يفكر إيجابياً، وهذه هي جزء من الهندسة النفسية التي إذا عدلها الإنسان بصورة صحيحة فإنها تساعده في إزالة القلق والتوتر.

أيضاً عليك بالقراءة -قراءة المواضيع القصيرة- وحاول أن تكرر الموضوع، ثم بعد ذلك تحاول أن تستذكر الموضوع وتكرره أيضاً، فهذا ينشط – إن شاء الله – من التركيز ويقلل من القلق.

وقد وجد أيضاً أن قراءة القرآن الكريم بتؤدة وتمعن خاصة في حلقات التلاوة تساعد كثيراً في تحسين تركيز الإنسان.

لا مانع أيضاً من أن تتناول الشاي خاصة الشاي الأخضر فإن شاء الله فيه نفع وخير أيضاً بالنسبة لك.

يأتي بعد ذلك بعض العلاجات البسيطة، وسوف أصف لك دواء مضاداً للقلق وللخوف والتوتر والاكتئاب في نفس الوقت، فهناك دواء يعرف باسم (زولفت) ويسمى أيضاً بـ (لسترال)، فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم ليلاً بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تناوله بمعدل حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

لا شك أيضاً أنه سيكون من المفيد لك أن تكثر من التواصل الاجتماعي وأن تدير وقتك بصورة فعالة وأن تروح عن نفسك بما هو مشروع وأن تركز على عملك وأن تستثمر جهدك ووقتك في هذا السياق.

أرجو أن تطمئن - أخي الكريم – أن هذه الحالة حالة بسيطة وباتباعك الإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف يزول ما تعانيه بإذن الله تعالى، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والصحة والعافية والتوفيق.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية: ( 237993- 236492-247326 ).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً