الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب والقلق ومدى تأثيرها على الحمل والرضاعة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة في نفسيتي، أنا حامل في الأسبوع 26 من الحمل، وأنا أتناول حبوب الاكتئاب والقلق النفسي، تفرانيل، بداية الحمل شربته 50 مل في الأشهر الثلاثة الأولى، والآن أتناول تفرانيل 50 وتربتزول 25 مل، وأنا خائفة – يا دكتور - ودائماً عندي قلق على الجنين الذي في بطني من تشوهات أو يصيبه تخلف عقلي من الحبوب، خائفة جداً، وأريد الرد على موضوعي، أتمنى ذلك.

نقطة أخيرة: خائفة من الاكتئاب عقب الولادة أن ترجع حالتي أو تسوء حالتي عقب الولادة، فماذا أفعل؟

أرجو الرد!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الأخت الكريمة! أنت في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، ولا شك أن مرحلة تخليق الأجنة قد انتهت، وأنا على ثقة تماماً أنك تقومين بمتابعة الطبيبة النسائية من خلال إجراء صورة الموجات الصوتية، ويمكن التأكد من وضع الجنين، فأرجو إذا لم يحدث ذلك أن تقومي بذلك أي تقومي بالذهاب إلى الطبيبة النسائية وهي سوف تقوم بفحص الجنين فحصاً كاملاً عن طريق الموجات الصوتية - وبفضل الله تعالى - من خلاله نستطيع أن نعرف كل مراحل التطور والتخليق بالنسبة للأجنة، وكما تعرفين أن فترة الأجنة هي الأربعة أشهر الأولى، وأنت قد مرت بك هذه المرحلة، وأتصور أن حركة الجنين تشعرين بها في الوقت الحاضر، وهذا يجب أن يكون أمراً مشجعاً لك، فعليه أرجو أن لا تنزعجي تماماً ما دام هناك حركة للجنين، وما دمت تتابعين عن طريق الموجات الصوتية.

الشيء الثالث والمهم جداً: هو أن التفرانيل وتربتزول من الأدوية السليمة جداً في أثناء الحمل، ولم تسجل ضدهما أي ملاحظات من التشوهات في الأجنة، أقول هذا مع إيماني وقناعاتي التامة أن المرأة في الفترة الأولى للحمل يجب (أن لا تستعمل أي دواء إلا إذا كان هنالك ضرورة لاستعمالها لهذا الدواء،) ولابد أن يكون استعمال الدواء تحت الإشراف الطبي، هذا من قبيل التحوط، ولكن أؤكد لك في ذات الوقت أن التفرانيل والتربتزول هي من الأدوية السليمة جداً معروف منذ 1964 بمعنى أن هذه الأدوية لها حولي 45 سنة تحت الاستعمال، وبالطبع هذا أعطى العلماء تأكيدات قاطعة أنها سليمة، فأرجو أن تطمئني لهذا السياق واطمئني أيضاً أن هذه الأدوية لا تؤدي إلى أي نوع من التخلف العقلي ولا تؤدي إلى نوع من القصور العقلي .

يأتي بعد ذلك اكتئاب ما بعد الولادة لابد أن أكون أميناً معك وهو أن اكتئاب ما بعد الولادة الأشخاص الذين لديهم اكتئاب نفسي هم أكثر قابلية للإصابة لما بعد الولادة، والذي أنصح به هو أن لا تتوقفي عن تناول الدواء، هذا يعطيني - إن شاء الله - الاطمئنان التام لأنك لن تدخلي في اكتئاب ما بعد الولادة، وأتصور أن 50 ملم من التفرانيل و25 من تربتزول سوف تكون كافية جداً كجرعة وقائية لما بعد الولادة.

ويأتي بعد ذلك السؤال المهم جداً وهو الرضاعة يجب أن لا ترضع الأم إذا كانت تتناول أدوية نفسية، ولكن الكثير من الأمهات يأتيهن الشعور بالذنب أن إكمال الرضاعة هو أمر شرعي وأمر ضروري، كما أن لبن الأم لابديل له...هذا كلام لا شك أنه صحيح، ولكن للضرورة أحكام، أنا شخصياً من أنصار تناول العلاج وإيقاف الرضاعة، هذا هو توجهي العام، لا أقول أن الرضاعة ممنوعة المنع البات مع التفرانيل إلا أنها ربما تزيد من نوم الطفل قليلاً، وإن هذه الأدوية تفرز بنسبة 5 إلى 10% في حليب الأم، وهنالك عقار يعرف باسم سيروكسات، يقال إن السيروكسات لا يفرز كثيراً في حليب الأم، وهنالك من يعطيه بجرعة نصف حبة في اليوم ويسمح للأم بالرضاعة، هذه كلها خيارات، والذي يهم هو أن أؤكد لك أنك - إن شاء الله - سوف يستمر الحمل على ما يرام، وأنه - إن شاء الله - لا توجد أي تشوهات، ولكن بالطبع يجب عليك التأكد - كما ذكرت لك - وأن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن الوقاية منه تماماً بالطريقة التي وضحتها لك.

وأسأل الله لك الشفاء والعافية وأن يرزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً