الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من فترة اليأس من المحيض عند المرأة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم على هذه الجهود المقدرة والاستشارات المفيدة دوماً، فألف شكر وبارك الله فيكم.

أردت أن أعرف الحكمة التي أرادها الله - سبحانه وتعالى - من فترة اليأس في دورة حياة المرأة كما يسمونها.

بعض الإحصائيات أثبتت أن عدد النساء أكثر من الرجال، وأن أعمار الرجال أقصر من أعمار النساء، وأن عدد الرجال الذين لهم مقدرة مادية فعلية على الزواج أقل؛ لذا هنالك كثير من النساء قد تخطين سن الزواج دون أن يتزوجن ليجدن أخيراً أنفسهن أنهن تخطين أيضاً سن الإنجاب، فتزداد المشكلة ليس بعد زواجهن فيمكن يكون الزواج في أي سن، لكن لن يتاح لهن الإنجاب في أي سن، فما هي الحكمة من انقطاع الحيض وعدم حصول الإنجاب في سن محدد للنساء؟

سؤالي هذا ليس اعتراضاً على قضاء الله - معاذ الله - ولكن أردت أن أفهم الحكمة.
ثانياً: بنات عمي يعشن في أميركا، وقد أخبرنني أن النساء هناك يقمن بحفظ بويضاتهن في بنوك خاصة إلى أن يبلغن سن اليأس حتى يتمكن من الإنجاب في تلك السن بعد تهيئة الرحم بعلاج هرموني، وأيضاً معالجة هشاشة العظام المصاحب لفترة سن اليأس.

الآن عرفت من صديقتي أن هذه التقنية متواجدة في بعض الدول العربية كمستشفى النور بأبو ظبي، فأردت أن أعرف عن مدى نجاح هذه العملية؟ وتكلفتها المادية؟ وقبل كل شيء وضعها من ناحية المنظور الشرعي، فهل تجوز أم لا؟
وشكراً لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة لم أسمع من قبل بأن النساء يحتفظن ببويضاتهن كي ينجبن في سن اليأس؛ لأن المشكلة في هذه السن هي ليست فقط في البويضات، ولكن في قابلية الجسم على تحمل الحمل، والمخاطر التي قد تحصل للأم من الحمل في هذه المرحلة، من حيث ارتفاع ضغط الدم والسكري، والتي هي قابلة للحدوث أكثر كلما تقدم العمر، ثم قدرة تلك الأم على رعاية الطفل القادم، والقيام باحتياجاته.

ما يحصل في تلك الدول هو أنه في النساء اللواتي يتعرضن للسرطان ويحتجن إلى تناول العلاج الكيماوي أو الإشعاع للعلاج يمكنهن الاحتفاظ ببويضاتهن مجمدة من غير تلقيح إذا كن غير متزوجات أو بالبويضات ملقحة إذا كن متزوجات، حتى ينتهين من فترة العلاج، ثم يمكنهن الحمل بتلك البويضات المجمدة لاحقاً.

لا أعلم أن هذه التقنية موجودة لغير هذا الهدف في الدول العربية، ويمكنك معرفة هذا الأمر بمراسلة مستشفى النور بنفسك للتأكد من هذا الأمر.

أما ما يتعلق بالناحية الشرعية لتجميد البويضة، فالتجميد في حد ذاته لا حرج فيه، وإنما المشكلة في الظروف المحيطة بعملية التجميد والحفظ، لاحتمال حدوث الخطأ في ذلك، وهي نفس مسألة طفل الأنابيب، حيث يمكنك مراجعة الحكم الشرعي في قسم الفتوى بالشبكة برقم (5995)
على هذا الرابط:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/5995

أما بالنسبة للحكمة من ظهور سن اليأس (وهي سن انقطاع المحيض) عند المرأة، فلعل من الحكمة التخفيف على المرأة في الحمل في هذا السن؛ لأنه سن تضعف فيه المرأة، ولا تقوى على الحمل، ولعل هناك حكماً أخرى بحاجة إلى مزيد بحث.
نسأل الله أن يمتعكم بالصحة والعافية.
والله أعلم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً