الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحركات الدائمة اللاإرادية بالرقبة وبعض أماكن الوجه

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أعاني من وساوس تطاردني بشكل مستمر متمثلة في تحريكي لرقبتي بصورة مستمرة في أوقات متفرقة، وإذا حاولت إيقاف هذه الأفكار فإنها تعود وتلاحقني مرة أخرى، مع أني لا أشعر بألم فيها إلا من كثرة حركتها، وأشعر بأنني محتاج أن أحرك المنطقة أسفل وأعلى عيني مع الأنف بصورة متكررة أيضاً، وهذا الموضوع يصاحبني منذ فترة كبيرة، ولكني كنت لا أُلقي له بالاً، وأما الآن فإنني شعرت أن الموضوع يسبب لي حرجاً اجتماعياً شديداً ويؤثر على علاقتي بالناس، فسألت الله الشفاء وأسبابه، وظني في الله أنه لن يخذلني، فهل أجد العلاج عندكم؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب النجاة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد من أن نتأكد من أسباب هذه الحركات اللاإرادية أولاً، فهناك البعض لديه مثل هذه الحركات تكون نوعاً من التعود اللاإرادي، ولكن يمكن التحكم الإرادي في مثل هذه الحركات، وهناك البعض تكون لديهم هذه الحركة الرتيبة مستمرة كنوع من الطقوس الوسواسية الحركية، وهذا ربما ينطبق على حالتك، وهناك أسباب أخرى حيث توجد علة تعرف بمتلازمة (Tourette)، وهذه العلة بالرغم من أنها نادرة الحدوث، ولكنها قد تؤدي إلى مثل هذه الحركات التي تعاني منها.

وعموماً نحن نعتبر حالتك هي إحدى حالات الوساوس القلقية وسوف نعالجها على هذا الأساس، ولكن إذا قابلت أحد الأطباء المختصين ربما يكون شيئاً مرغوباً فيه؛ وذلك للتأكد من أنك لا تعاني من متلازمة (Tourette)، والعلاج الذي سوف أصفه لك يتكون من تمارين الاسترخاء وتعتبر فعالة، وهناك عدة طرق لهذه التمارين وأشرطة توجد بالمكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما أن الأخصائيين النفسيين يقومون بتدريب الناس على مثل هذه التمارين.

فيمكنك الاتصال بأخصائي نفسي أو الحصول على هذه الأشرطة والكتيبات لمساعدتك، أو يمكنك اتباع الإرشاد التالي: (استلق في مكان هادئ، فكر في أمر طيب وجميل، اغمض عينيك وافتح فمك قليلاً ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً حتى يمتلئ الصدر وترتفع البطن قليلاً وهذا هو الشهيق، اقبض على الهواء قليلاً في صدرك لمدة خمس ثوان، أخرج الهواء بقوة وبطء ويفضل إخراج الهواء عن طريق الفم ويكون الشهيق عن طريق الأنف) كرر هذا التمرين بمعدل أربع إلى خمس مرات بمعدل جلستين في اليوم، وهذا إن شاء الله سوف يُساعدك كثيراً، كما أرجو أن تقوم بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية خاصةً رياضة المشي أو الجري.

وبالنسبة للعلاج الدوائي فتوجد عدة أدوية سوف تساعدك كثيراً، والدواء المفضل في مثل حالتك هو الدواء الذي يُعرف باسم فافرين، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 ملجم ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 100 ملجم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، وإذا شعرت بأي نوع من التحسن المعقول فاستمر على نفس الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى، وأما إذا لم تشعر بتحسن فارفع الجرعة إلى 200 ملم في اليوم من الفافرين، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد نهاية الستة أشهر ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل 50 ملجم كل شهرين، ثم بعد ذلك توقف عن الدواء، وأما إذا ظللت على جرعة 100 ملجم، وبعد إكمال فترة السبعة أشهر خفضها إلى 50 ملجم لمدة ثلاثة أشهر ثم توقف عن تناوله.

وتوجد عدة أدوية أخرى ولكن في نظري يعتبر الفافرين هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، وأنا على ثقة كاملة أنك باتباع الإرشادات السابقة سوف تتحسن حالتك كثيراً، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً