الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية انتشار العدوى للمصاب بمرض الثآليل

السؤال

يعاني خطيبي من مرض السنط، وقد ظهر في يده فقط، ونصحه الطبيب بعمل كي لهذه الحبوب حتى تختفي، ولكنها بعد عملية الكي بوقت قصير ظهرت حبوب أخرى، وقام بعمل كي للمرة الثانية وظهرت بعد ذلك أيضاً حبوب أخرى.

أريد أن أعرف ما الحل لهذه المشكلة؟ وهل لها علاقة بنقص المناعة؟ وهل من الممكن أن آخذ العدوى منه عن طريق اللمس؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف بالسنط في مصر يعني الثآليل في اللغة العلمية والطبية، فالثآليل الشائعة هي مرض سببه فيروس، وهو ينتقل باللمس، ولكي تتم عملية الانتقال باللمس يجب توفر الشروط التالية:

أن يكون المعطي عنده المرض في طور نشط أو مفتوح أو مخدوش أو مجروح، وأن يكون الجلد رطباً سواء بالعرق أو الماء أو الدم، وأن يكون هناك تماس صميمي يتم من خلاله الانتقال، أما اللمس العابر فلا ينقل العدوى، وأن يكون الطرف الآخر عنده خدش على الجلد الملامس للثؤلول، وكلما توافرت الشروط أكثر كلما زاد احتمال العدوى وبالعكس.

ومن المهم جداً عدم فسخ الخطبة بسبب الصنت؛ لأن اسمه العلمي هو الثؤلول الشائع (وليس النادر).

وتلعب الفروق الفردية دوراً في شدة انتقال العدوى، فبعض الناس عندهم قابلية شديدة وبعضهم أكثر مناعة، وهكذا.

إن وجود عدد كبير جداً من الثآليل وأحجام كبيرة ومعاودة بعد كل علاج مهما كان قوياً وفعالاً يوجب استقصاء المناعة، أما إذا كان ثؤلولاً واحداً ولم يعالج بشكل كامل ونكس فلا يدل على نقص المناعة بل يدل على نقص العلاج.

ومرض الثآليل ليس مرضاً خطيراً، ولكن يجب علاجه حتى نمنع عدواه عن المريض نفسه من موضع لآخر، وعن غيره من الناس.

تعالج موضعياً بالكاويات مثل السليسيليك أسيد أو اللاكتيك أسيد أو خلائط منها موجودة في الأسواق بكثرة، وهي أبسط العلاجات وأرخصها، وأكثرها استعمالاً، وأسهلها للمريض، ولكن يجب الاستمرار إلى أن يتم الاستئصال وليس التحسن.

يمكن علاجها بالتخثير البارد عن طريق تطبيق الآزوت السائل، ولكن بيد طبيب خبير، وتحتاج جلسات إلى أن يتم الاستئصال وليس التحسن، كما يمكن علاجها بالتخثير الكهربائي.

ومهما كانت طريقة العلاج فإن العلاج الاستئصالي هو الذي يندر عودة المرض معه، أما العلاج غير الاستئصالي فغالباً ما يتلوه النكس ولا يعني ذلك بالضرورة ضعف مقاومة المريض.

ويمكن العلاج بالإيحاء أي عن طريق إقناع المريض باتباع طريقة معقدة، كأن يأخذ الحبة أو أن يدهن الدهان مع أذان الظهر كل يوم لمدة 30 يوما، فهو إن نسي يوماً أو تأخر أعاد من جديد، وهذه الطريقة موجودة حتى في الكتب الأجنبية.

وهناك التخريب بالليزر، ولكن يترك للحالات المعندة والمقاومة لكلفته، إذا بدأنا بالعلاج فعلينا الاستمرار إلى آخره حتى لا نترك فرصة للفيروس بالدفاع عن نفسه من الموت فيبدأ بالانتشار، وتظهر بذلك ثآليل جديدة منتشرة.

مهما تعددت الأساليب، فالهدف منها تخريب الثؤلول الدؤوب والكامل، فاختاروا ما يناسبكم.

وختاماً: يجب التأكد أن الذي تشتكون منه هو فعلاً ثآليل وذلك من خلال تشخيص طبيب، فهناك بعض الأمراض التي تتشابه شكلاً وتختلف مضموناً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً