الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة للرد على مراسلات شاب لفتاة وكيفية التخلص من ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، زميلي في الدراسة عرف عنوان بريدي الإلكتروني لأنني أرسلت له ولكافة الطلبة الذين يدرسون معي أحد الملفات المهمة التي كلفني أستاذي بإرسالها لهم.

في البداية رد وقدم لي الشكر، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا وحسب، بل أصبح كل يومين أو ثلاثة يرسل لي رسالة جديدة تحوي برنامجاً مفيداً أو أنشودة أو صوراً للرسوم المتحركة، ويطلب إعطاءه رأيي بصراحة، ولقد قمت بالرد على بعض رسائله بالشكر، وكان يخبرني في كل رسالة " انتظري المزيد " و" لماذا لم يصلني أي شيء من عندك؟ " وهناك بعض الرسائل لم أرد عليها.

في الحقيقة لقد نشأت في أسرة متدينة وملتزمة وربيت على عدم مخالطة الشباب، والحديث إليهم، لهذا قلقت جداً لوصول هذه الرسائل! إذ أنني لم أعرف كيف أتعامل معها؛ أأرد عليها أم أتجاهلها أم أخبره مباشرة بعدم مراسلتي؟ لأنه من الطلبة المتفوقين في المعهد وأخاف أن تتأثر دراسته بذلك، وأن يقول عني فتاة سيئة، ومتكبرة، كما أنني خائفة من تطور الأمور إلى أخطر من ذلك خاصة وأنه سألني ما إذا كانت شبكة النت في البيت فأجبته بنعم، وكنت قد ترددت كثيراً بإخباره، بل فكرت بالكذب ولكني تذكرت أنه حتى ولو كان الكذب ينجي فالصدق أنجى، كما أني لم أتعود أبداً إخفاء أي شيء عن أهلي وأنا لهذا قلقة جداً لأنهم في حال معرفتهم سيغضبون مني.

أيضاً أود أن أسأل: أحياناً يأتي زميلي هذا وبعض من زملائه ويطلبون مني أن أعطيهم الدروس التي فاتتهم عندما لا يأتون للدوام، أعطيتهم مرات كثيرة بنية مساعدتهم علماً أن والدي قد يغضب لو علم بأنني قد تكلمت معهم لكني والله أعرف حدودي.
وأيضاً أحياناً يطلب مني أن أفهمه درساً لم يفهمه حيث أكون أنا وصديقاتي، هل أقوم بذلك، أم ماذا أرد عليه؟

أرجو أن تردوا علي في أقرب فرصة، فأنا قلقة جداً.
جزيتم خيراً

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قد أسعدني حرصك على البعد عن الشباب، وذلك أمر يرضي الكريم الوهاب، ويعمق فيك ثقة أهلك الأحباب، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يهديك للخير والصواب.

أرجو أن تعلمي أن بعد الفتاة عن الشباب يجلب لها احترامهم، عكس ما تتصوره بعض الفتيات، والرجال يجرون خلف الفتاة التي تهرب منهم، ويهربون في اللحظات الحاسمة ممن تقدم لهم التنازلات، فاعتذري له بلطف وابتعدي عنه وعن غيره، واجعلي علاقتك بالفتيات، وابحثي عن الصالحات واشغلي نفسك بفعل الطاعات.

لا شك أن وجود البنات مع الأولاد له كثير من السلبيات، وهو مخالف لشريعة رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يرفعك عالي الدرجات.

نحن ننصحك بالمحافظة على ما وهبك الله من الحياء، وندعوك إلى الانصراف إلى الجد، ويمكنك إهمال الرسائل التي تصل إليك، وسوف يتوقف ذلك الشاب عن المراسلة، ومن حقه وحق غيره أن يتقدم إلى أهلك إن كانت له رغبة، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به – كما أرجو أن يكون بعدك عن الشباب لأن الله أمر بذلك ولأن الإسلام يباعد بين أنفاس النساء والرجال في بيوت الله.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً