الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التينيا الاربية في (الفخذين) ما هو علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاه والسلام على رسول الله.
أصبت بالتينيا الأربية (بين الفخذين) منذ حوالي (12) عاماً، وعمري الآن (27)، وتعتبر أحد الأسباب في قلقي من الزواج؛ لأنها أصابت منطقة الفخذين والأعضاء التناسلية والمقعدة.
أخذت قديماً علاج تروسيد كريم أو تروسيد غسول، والاستحمام بصابونة الكبريت، وأقراص التراجريزوفلفين، وتوقفت عن هذا العلاج منذ سنوات، خاصة أن دهان تلك المناطق يمسح في الملابس بعد ارتدائها، أحياناً أشعر بحكة، وما زال الجلد لونه بنياً داكناً.
أنا الآن لا أستعمل كريمات أو كبسولات، لكني أستحم مرة كل يومين أو ثلاثة بصابونة الكبريت، وصابونة سالسليك (حمض الستريك)، وبيتادين منظف للجلد، وأنشف جيداً الجلد بعد الاستحمام، لكن لا جديد في التقدم، ربما أنه توجد علاجات جديدة تم اكتشافها خلال تلك السنوات، فما هي العلاجات التي تقضي على التنيا الأربية تماماً؟ وما هي مدة العلاج؟ وكيف يمكن إعادة الجلد للونه الطبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الشكوى السابقة تتماشى جزئياً، ولا تتماشى كلياً مع التينيا الأربية بين الفخذين؛ وذلك لأن التينيا لها وصف واضح وعوامل للتشخيص، وقد يكون ذلك توفر سابقاً عند وضع التشخيص منذ سنوات، ولكنه لا يستمر لهذه المدة، كما وأن الشكوى الحالية هي التصبغ فقط على الأرجح أن التينيا المذكورة قد غابت وطابت، ولكن بقيت آثارها التي هي بيت القصيد.
وسنراجع أدناه ما ناقشنا به التينيا الأربية مما ورد في الاستشارة رقم (251078) معدلاً وبعدها نذكر ما يتعلق بالتصبغ التالي للتينيا في هذه المنطقة الحساسة.
(((لكي يكون ما تشكو منه تينيا ينبغي أن يتوفر ما يلي:
1- الحدود الواضحة للمرض.
2- التطور مع الزمن، والنمو النابذ المنتشر مع وجود الشفاء المركزي.
3- زيادتها بالرطوبة أو البدانة أو الاحتكاك أو وجود عوامل مساعدة، مثل الداء السكري أو نقص المناعة، وكل ذلك عوامل مُساعدة على الزيادة وليست هي السبب.
4- الفحص المجهري المباشر بالمجهر يظهر الأغصان الفطرية.
5- المزرعة الفطرية تظهر النمو الفطري، وهذا يُعطي التشخيص اليقيني.
6- استجابتها للعلاج بالمضادات الفطرية (الكانيستين، أو الدكتارين، أو البيفاريل، أو اللاميزيل) وليس المضادات الحيوية)))، وغالباً ما يكفي العلاج الموضعي ولفترة محددة، ولكن في الحالات التي لا تستجيب يمكن أخذ مضادات الفطريات عن طريق الفم، ولكن بعد توثيق فعالية المرض، وليس لآثار ما بعد المرض، ولا تعطى عن طريق الفم إلا تحت إشراف طبيب، ومن مضادات الفطريات الفموية اللاميزيل والسبورانوكس والديفلوكان.
وإن من أهم النقاط في الجواب هو أن استعمال المنظفات القوية والإسراف في استعمال الصابون قد يكون هو سبب التصبغ الذي لن يزول لأننا داويناه بالتي كانت هي الداء.
وأما التصبغات في المنطقة الأربية سواء أكانت بقايا التينيا أم لا فسنورد نسخة من استشارة محجوبة، ونجري عليها التعديل اللازم ليناسب السؤال، والذي يناقش التصبغ في المنطقة الأربية.
(فقبل البدء بذكر المعالجة أود أن أقول: إن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.
فإن التصبغات التي تذكرها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكاً أو التهاباً أو إنتاناً، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوماً فمضاد حيوي، وإن كان فطرياً فبمضاد الفطريات.
ولا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالباً ما تكون في المنطقة العجانية -المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية- وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.
وتعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، ولكن التصبغ يكون موضعاً على الثنيات والطويات ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيئ وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصاً في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بديناً أم لا.
وبعض الأدوية مثل المينوسايكلين ومشتقات التتراسيكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ وهما الالتهاب والحكة، كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالباً ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محدداً في الثنيات ورطباً فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.
وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.
وإن فحصاً سريعاً عند طبيب أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غدية مسببة لهذه التصبغات.
وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية؛ وذلك للفحص والمعاينة، ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، والتي هي الأرجح في حالتك، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور في الموضع المصاب، ورؤية العناصر الفطرية فيها.
وأما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم لوكاكورتين أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يومياً لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماماً، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجاً للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.
وفي حال وجود الحكة فيجب استعمال مضادات الحكة الكلاريتين (10) مغ، أو الزيرتيك (10) مغ، أو الأورياس (5) مغ، أو الزيزال (5) مغ، أو التلفاست (120) مغ، أو (180) مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين (10) مغ أو (25) مغ.
وأياً من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع، ولكن ليس في نفس الوقت؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.
وأما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل الأتاشي أو ديبيغمنتين، وحديثاً الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أياً منها يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.
وختاماً: يجب الوصول إلى التشخيص، وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية؛ لأنه سيوفر عليك الخوض في هذه الدوامة.)
وأخيراً يجب التأكيد على ما يلي:
التينيا لا تستمر إلا باستمرار أسبابها.
يجب التفريق بين التينيا وبين التصبغات التالية لها.
يجب توثيق التشخيص من خلال الفحص المباشر والمخبري.
يجب استعمال مضادات الفطريات في حال وجودها وليس على طول.
التصبغ علاجه مذكور أعلاه، ولكن يجب تجنب المواد الكيمياوية التي ذكرتموها في السؤال، والتي غالباً ما تؤدي هي إلى زيادة هذه التصبغات (الصابون الكبريتي والحمض والبيتاديرم ).
ومن المهم جداً ألا يؤثر ذلك على زواجك بأي حال من الأحوال.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً