الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في الوقت المناسب سيتقدم الزوج المناسب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة في منتصف العشرينات، ولدي العديد من المشاكل الصحية التي أصبر عليها ولله الحمد، لأنها لا تؤذيني في ديني، ومع المسكنات والدواء تتحسن الأمور ولله الحمد، ولكن مع كثرة الفتن التي أراها يوماً بعد الآخر في بلدي وكثرة اللاهين وسهولة الانحراف أصبحت أخاف على ديني، وأتمنى كل يوم أن يرزقني الله بالزوج الصالح، وأدعو وأصلي كثيراً من أجل ذلك، ولكن لم يأت قدري بعد.

وبعد أن كان دعائي الدائم بطلب الجنة وبعد أن كنت أسعى دائماً لما يقربني منها، أصبحت الآن أُكثر من طلب الزواج لأني أخاف على ديني، وأحلم بالزواج في نومي وفي كل وقت، وأبكي على وحدتي، ولكني أحزن كثيراً من أجل هذا فأنا أريد الجنة ولكن خوفي من الحرام هو الذي يدفعني لهذا، وللأسف فإن حظي من الجمال قليل، ونكاد نكون منعدمي العلاقات الاجتماعية، فما الذي يمكنني فعله؟ علماً أنني ضعيفة وأصوم ثلاثة أيام في الشهر بصعوبة، فكيف أحصل الاستعفاف؟ وما السبيل إليه؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مبتلاه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يمتعك بالصحة والعافية وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء وأن يرزقك زوجاً صالحاً يعينك على طاعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فاعلمي أن الله جل جلاله لا يضيع أهله، ولا يكل نصرتهم لأحد سواه، فهو يحب أولياءه ويدفع ويدافع عنهم، ويسخر لهم ملائكته وجميع خلقه حتى يدخلون الجنة، فهو دائماً مع أوليائه بعنايته ورعايته وتأييده وتوفيقه، فأبشري بمعية الله لك وحبه لك ونصرته لك في الدنيا والآخرة، ولكن أهم شيء أن تظلي على طاعته وأن تجتهدي في كسب رضاه، ودعي الأمور كلها له فهو يعلم ما الذي يناسبك وما الذي لا يناسبك، فاجتهدي في معالجة نفسك من تلك الآلام العضوية وخذي بالأسباب واجتهدي في الدعاء وهذا كل الذي عليك.

وأما أمر الزواج فهو عنده جل جلاله، وفي الوقت المناسب سوف يتقدم إليك الشخص المناسب، فلا تشغلي بالك بقضية الجمال أو كثرة العلاقات الاجتماعية فهذه كلها أسباب فقط، وأولياء الله يبحثون عن الصالحات القانتات حتى ولو كان الجمال متواضعاً جداً؛ لأن جمال الجسد لا قيمة له إذا انعدمت الأخلاق والقيم وضاع الدين، فأنت عندك أغلى كنز وأعظم كنز وهو الدين والخلق، وفي الوقت الذي حدده الله سوف يأتيك من يطرق بابكم ويطلب يدك دون أي تدخل من أحد؛ لأن الزواج من الأرزاق التي قدرها الله قبل خلق السماوات والأرض، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فالأرزاق على الله ومنها الصحة والزواج والأولاد، والأعمال على العباد وهذا هو دوري ودورك.

فقومي بالواجب عليك ودعي ما على الله لله، فهو يتولاه بعلمه وحكمته وقدرته وإرادته، وما عليك إلا مواصلة الطاعة والعبادة والاستقامة والإكثار من الدعاء، وأبشري بفرج من الله قريب، واعلمي أن مولاك لا يضيع أهله فكوني من أهله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً