الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تكذب ولا تصلي وعنيدة جداً

السؤال

عندي مشكلة كبيرة مع ابنتي، فهي ضعيفة دراسياً رغم ذكائها ولكنها تعاني من عدم التركيز في الامتحان وفي حياتها كلها، وأيضاً هي تكذب كثيراً ولا تصلي رغم كل محاولاتي معها جربت معها طرقا متعددة: المكافأة والعقاب أحياناً لكن هذه الطرق لم تجد أي استجابة، عنيدة جداً ولا تسمع الكلام بسهولة، وتحب أن تعمل ما في رأسها فقط. مهما قلت لها.
إذا عاقبتها التزمت قليلاً وحققت درجات لا بأس بها، وأطاعت التعليمات لكنها تعاود مرة أخرى العصيان، نسيت أن أقول إنها في الصف السادس الابتدائي وعمرها الآن 12 عاماً، فكرت أن أذهب بها إلى طبيب نفسي، ما الحل لهذه المشكلة؟ أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مسيرة النجاح تبدأ بالسجود للفتاح ثم بالمواظبة على أذكار المساء والصباح بعد بذل أسباب الفلاح والتوكل على من بيده الخير والصلاح، ومرحباً بك في موقعك.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية وأن يلهمنا وإياك الهدى والرشاد.

وأرجو أن يكون حرصك على صلاتها مقدماً على رغبتك في نجاحها فإنه لا خير فيمن لا تصلي، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة خاصة إذا علمنا أن هذه الفتاة ربما تكون قد بلغت أو هي على أبواب مرحلة البلوغ المراهقة.

والصلاة واجبة عليها ولا يسمح لها بتركها إلا في أيام الحيض والانتظام في الصلاة فيه عون على تنظيم الأوقات، ويجلب صفاء النفس بالجلوس في بيوت الله.

ولا شك أن العقوبة من أنواع العلاج المفيدة ولكننا نتمنى أن تؤدي ما عليها تجاه ربها دون عقوبة كما نرجو أن تعرف قيمة الدراسة ومعنى التفوق فيها والنجاح.

ومن هنا فنحن ندعوك لاستخدام التشجيع والترغيب والمواظبة على الصلاة في وجودها حتى تشاهدكم أمامها فإن امتنعت وأصرت على الترك فإنها لا تترك. فإن عاندت وكابرت ضربت وجلدت لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) وأرجو أن تلاحظ أن الأصل هو الاستمرار في التوجيه ولسنوات عديدة قبل استعمال الضرب الذي تضع له الشريعة شروطاً عديدة وترفض أن يتخذه المربي عادة.

وأن لا يستعمل في الضرب ما يكسر عظماً أو يخدش جلداً أن تتأكد من جدوى الضرب وأن لا يكون ذلك في حضرة زميلاتها أو ممن تحب في الأهل دفعاً للإحراج، وحتى لا نكسر الحاجز فيشتد العناد مع ضرورة توضيح طبيعة المرحلة العمرية التي لا ينفع فيها العنف والأوامر ولكن يجدي فيها الحوار واللطف والإقناع.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لها.
ونسأل الله لها الهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً