الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نستطيع أن نخدم ديننا وننصر نبينا صلى الله عليه وسلم في ظل الأوضاع المأساوية للأمة؟

السؤال

السلام عليكم.

في ظل ما نحن فيه من الذل والهوان وما نعانيه من تكالب أسافل الأمم علينا، وما نرى من أزمة وكربة تمر بها فلسطين عامة وغزة خاصة .. وما نمر به نحن من متاعب المعيشة وأزمة الغلاء، وما تنشره الصحف الدنماركية من إهانات بالغة للإسلام والمسلمين، كيف نستطيع أن نخدم ديننا وننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،

فإن هذا النوع من الاستشارات ينطوي على الخير والبشارات، وقد قال رب الأرض والسماوات: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ))[النور:55]، ثم ذكر المواصفات المطلوبة في النصر والتمكين فقال سبحانه: (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا))[النور:55]، ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))[النور:56].
ولا يخفى عليك أن الأزمات توقظنا من الغفلة والسبات، وتدفعنا للتضرع لمن بيده النصر والخيرات، مع ضرورة أن نتذكر أن ذنوبنا هي سبب الكوارث والنكبات.
وأرجو أن يعلم الجميع أن مسيرة الانتصار للدين تبدأ من الانتصار على النفس والحرص على تزكيتها وشغلها بما خلقت له، وقد جاء في كتاب ربنا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) محمد:7]، كما أن الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بالتعرف عليه ثم بمحبته واتباعه وتعظيم سننه ودراسة سيرته وبكثرة الصلاة عليه والتشوق إلى لقائه، والتقرب إلى الله ببغض من عاداه وترجمة ذلك إلى مقاطعة لمنتجاتهم.
أما بالنسبة لإخواننا المستضعفين؛ فإننا ننصرهم بأموالنا ودعواتنا مع ضرورة أن نحدث أنفسنا بالغزو حتى لا يصدق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبةٍ من النفاق، أو مات ميتة جاهلية).
ونحن إذ نشكر لك هذه الروح نوصيك بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن.
ونسأل الله نصره وتأييده.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً