الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نجاح إمام المسجد في دعوة الناس وهدايتهم بعمارة المسجد

السؤال

كوني إماماً أهم ما يشغلني هو كيف أنجح في دعوة الناس وهدايتهم بعمارة المسجد؟ والحق أنني قرأت كثيراً في هذا الموضوع، ولكن لما اطلعت على بعض الفتاوى والاستشارات في هذا الموقع أعجبتني كثيراً، وهي تنبئ عن علم غزير، وحكمة نافذة.

أرجو منكم أن تمدونا بوصفة متكاملة كيف ينجح الداعية؟

ولكم الشكر والجزاء من الله مسبقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salahaddine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني اهتمامك بالدعوة، وأفرحني حرصك وبحثك عن النجاح، وهذه نعمة أرجو أن تشكر عليها الكريم الفتاح، وهنيئاً لمن سار على درب الفلاح، وأراد للناس الخير والصلاح، وأسأل الله أن يجعلك من أئمة الإصلاح، وأبشر بقول الحق تبارك وتعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69]، واعلم أن الإنسان يعطى على قدر نيته، ولن تزال بخير ما نويت الخير وعملت بالخير.

ولا يخفى عليك أن من الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير، وأرجو أن نكون جميعاً منهم، وأرجو أن تعلم أن نجاح الإمام يبدأ من تمسكه بما يدعو إليه، بعد إخلاصه، وتوجيهه لمن يستجيب لمن يلجأ إليه، والإنسان لا يسع الناس بأمواله، ولكن العاقل يسعهم ببسطة وجهه، وحسن خلقه، والناس جبلوا على حب من أحسن إليهم، والصفح عن مسيئهم، وأرجو أن تعدل بينهم، وأن تقسم بينهم الاهتمامات والابتسامات.

واحرص على إنزال الناس منازلهم، واشكرهم على حضورهم للمسجد، وشجعهم، وقد قيل لابن باز رحمه الله: هل يشكر الإمام الناس على حضورهم للصلاة؟ فقال الشيخ: نعم، يشكرهم ويشجعهم، ومن الضروري أن يتفقد من يتغيب منهم، وأن يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم.

ولا شك أن الإرشادات السابقة تغنيك على الوصول إلى قلوب الناس، وامتلاك محبتهم، وهذا مؤهل هام جداً للنجاح.

وهذه بعض الوصيات النافعة والتي تعينك على النجاح:

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- الصدق والإخلاص.

3- الرفق واللين، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ))[آل عمران:159].

4- التركيز على قضايا العقيدة، وتعميق معاني الإيمان.

5- رعاية الترابط الاجتماعي بين رواد المسجد.

6- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ الجميلة عند النصح.

7- مشاورة الكبار والعقلاء.

8- الاجتهاد في أن يطابق قولك العمل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً