الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخاوف وعلاجها الأساسي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخ العزيز الدكتور/ محمد عبد العليم ـ أسأل الله أن يبارك فيك ويجزيك خير الجزاء، وأن يجعلك موفقا في كل ما تقوم به، وأن يجعل ما تقوم به في موازين حسناتك وكل القائمين على المنتدى.

مشكلتي تتلخص في خجلي الشديد الذي أحاول أن أضبطه وأسيطر عليه، وهذا يسبب لي جهداً وحرجا شديدين، وتظهر علي تصرفات متشنجة وارتباك ونفضة وعرق شديد في الوجه واليدين وخفقان بالقلب، وأنا الآن أستخدم الزيروكسات، بدأت بنصف حبة لمدة أسبوعين، رفعتها نصف حبه كل أسبوعين حتى وصلت إلى حبتين منذ يوم فقط، وأنوي الاستمرار لمدة ثلاثة أشهر، وكذلك أستخدم فلونكسول 5 ملجم صباحاً، وذلك بناء على استشارة قدمتها لأحد الإخوان الذي حالته تتطابق مع حالتي وعملت بها ... فهل هذا كافٍ؟ علماً بأنني أشعر بتحسن بسيط حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف مرتبطة في كثير من الأحيان بالخجل، والخجل قد يكون نوعاً من الحياء ومن حسن الخلق، أو ربما يكون مرضاً إلى الدرجة التي تؤدي إلى الانطوائية والانعزال التام، وهذا الحمد لله لا ينطبق في حالتك.

وبعد ذلك تأتي المخاوف الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، ففي حالة الرهاب الاجتماعي يجد الشخص الصعوبة في المواجهة، أما في باقية المواقف فلا تواجهه أي مشكلة أساسية.

أخي الكريم: قبل أن أشرع في العلاج الدوائي نصيحتي لك أن تهزم هذا الخوف وذلك بالمواجهة، وتعتبر المواجهة هي العلاج الأساسي، ربما تنزعج أو تصاب بقلق في وقت المواجهة، ولكن عليك أن تعرف أن ما سوف تقوم بإنجازه من مواجهة وأن تتغلب على خوفك هو في حد ذاته يكون حافزاً مشجعاً لك من أجل التخلص من الخوف، والإنسان يصاب بالتردد ويصاب بالقلق، فتصور مثلاً أن الواحد منا حينما يريد أن يقفز في الماء على سبيل المثال سوف يخاف وسوف يتردد كثيراً، ولكن بعد أن يقفز في الماء ويجد نفسه قد أنجز هذا العمل الذي يؤدي القيام به سوف يحس بكل سعادة وارتياح.

إذن أخي! المشكلة تتأتى في كيف يكون للإنسان الثقة والمقدرة فيما يريد القيام به من مواجهة؟ فأرجو أن تركز على ذلك كثيراً، والشيء الآخر هو أن كل الأبحاث العلمية المعتبرة والمعتمدة تشير أن هنالك نوعا من المبالغة في الأعراض التي يشعر بها الإنسان، والإنسان يعتقد أنه يصاب برعشة شديدة أو احمرار شديد في وجهه وهكذا، والأبحاث تدل أن هذه الأعراض هي أقل مما يتصور الإنسان، وهذا بالطبع مع احترامنا الشديد لمشاعرك، فأرجو أن تتأكد من هذه الحقيقة.

وكذلك بعضهم يتصور أنه مرصود أو مراقب من الآخرين، خاصة في وقت المواجهة هذه أيضاً ليس حقيقة، فأرجو أن تتأكد من هذه النقطة، وهنالك طرق علاجية أخرى، منها ممارسة الرياضة الجماعية فإنها تؤدى بطريق مباشر وغير مباشر إلى التفاعل الجماعي وهذا يقلل من الرهاب، وحضور المحاضرات والندوات والمشاركة فيها، وحضور حلقات التلاوة كلها أخي وسائل علاجية أرجو أخي أن تكون حريصاً عليها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فيعتبر السيروكسات علاجاً فعالاً، وجرعة حبتين في اليوم تعتبر هي الجرعة الأفضل والأكثر فعالية، والحمد لله بدأ لديك تحسن بسيط وهذا التحسن سوف يستمر وسوف يبلغ قمته بعد أربعة أسابيع من الآن، فإذن عليك بالمواصلة على السيروكسات وفي رأيي فترة الثلاثة أشهر ليست كافية، ومن الأفضل أن تستمر على جرعة حبتين لمدة خمسة إلى ستة أشهر على الأقل ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الدواء، بمعدل نصف حبة كل شهر ثم تتوقف عنه.

أما بالنسبة للفونكسول يمكنك أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في الصباح كما ذكرت وذلك لمدة ثلاث أشهر.

فإذن أخي! الدواء صحيح والدواء ممتاز، وأرجو أن تحاول جاهداً أن تنفذ الإرشادات السابقة وأن تأخذ الدواء بالجرعة الموصوفة وللمدة التي أوصيت بها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية بالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً