الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي رجل أكبر مني سناً، فهل أقبل به زوجاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أريد أن أطرح عليكم سؤالاً: فقد تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر 45 سنة، ذو مركز مرموق، وقد قام بتدريسي في المرحلة الجامعية، فارق السن جعلني في حيرة من أمري، فهل أقبل به أم لا؟ وما هي النقاط التي يجب علي التثبت فيها لكي آخذ قراري، وفي صورة الرفض كيف أجيبه بأسلوب لبق؟

وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجاً صالحاً طبياً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن فارق السن إذا كان متقارباً فذلك أفضل وأدعى إلى توفير مساحة كبيرة من التفاهم والانسجام، وهذا هو الواقع المشاهد عبر تاريخ الناس جميعاً إلا أن هذا لا ينفي أن هناك حياة زوجية قامت مع وجود فوارق كبيرة في السن، ورغم ذلك نجحت نجاحاً باهراً وأثمرت سعادة وأمناً وأماناً واستقراراً، قلما يحدث لغيرها، بل وأنتجت ذرية صالحة وموفقة يضرب بها المثل، فهذا موجود وهذا موجود، وخير مثال على نجاح الأسرار واستقرارها رغم وجود الفوارق الكبيرة في السن أسرة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الأولى، والتي كانت فيها السيدة خديجة -رضي الله عنها- تكبر الحبيب -صلى الله عليه وسلم- بحوالي خمس عشرة سنة.

إذن: المسألة ليست متوقفة على فارق السن وحده، وإنما إذا توافرت عوامل أخرى أمكن توفير التفاهم وتحقيق السعادة والشعور بالأمن رغم وجود مثل هذا الفارق، إلا أنني أنصح بالآتي حتى نوفر نوعا من الأخذ بالأسباب على الحيطة والتأكد:

1- التأكد من سلامة هذا الرجل صحياً وجسدياً وألا يكون مصاباً بأحد الأمراض الرئيسية التي تتأثر بتقدم السن كالسكر والضغط أو غيره من الأمراض المزمنة.

2- أن يكون ملتزماً بالدين معتزاً به حريصاً على القيام بشعائره بصورة واضحة.

3- أن يتمتع بخلق فاضل، ومروءة وشهامة وكرم وصبر وأناة، وهذان الأصلان (الدين والخلق) لا ينبغي التنازل عنهما بحال من الأحوال.

4- أن يكون من أصل طيب وأسرة محترمة.

5- ألا يكون متعاطياً لأحد المسكرات أو المخدرات.

وهذه هي أهم النقاط من وجهة نظري والتي قد تساعد الشخصية التي ينبغي أن تقترني بها في مثل هذه الظروف الواردة في رسالتك.

أما في حال الرفض فلن تعدمي وسيلة مناسبة لتقديم الاعتذار، كأن تقولي له: إنك رجل فيك كل المواصفات التي تتمناها المرأة، وقلبي ليس بيدي، وربما تجد سعادتك مع امرأة أخرى.. وعلى شاكلة هذا الكلام تقدمين اعتذارك وبوضوح..ولكن نحب أن نهمس في أذنك: بأن فرص الزواج قد تكون قليلة في حقك، فإن كان هذا الرجل مناسباً فلا تتردي بالقبول به، فربما لن تتكرر هذه الفرصة، أما إذا كان غير مناسب فإن الرزق عند الله وسيعوضك الله بمن هو خير منه لك.

هذه مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، والسعادة في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا حنان شبلي

    انا ايضا امر بنفس التجربة والفارق السني 18 سنة لكن يختلف وضعي فأنا ارملة ومعي اطفال صغاااار جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً