الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق الرضا عن الله وأدرك رضاه عني؟

السؤال

السلام عليكم ...

كيف بإمكاني أن أحقق الرضا عن الله وينطبق علي قوله تعالى: ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ))[البينة:8]؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يجعلنا وإياك ممن رضي عنهم ورضوا عنه، وأن يدخلنا الجنة برحمته.

بخصوص ما ورد برسالتك، فلا يخفى عليك أن مقام الرضا من أرفع مقامات العبودية، ولذلك جعل الله ثوابه فوق كل ثواب، وجعله مسك ختام نعيم أهل النعيم في الجنة عندما يقول لهم: (أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً).

نظراً لهذه المنزلة العالية وتلك المكانة الرفيعة السامية نجد أن العلماء قد شرقوا وغربوا وعبروا البحار وخاضوا الغمار في البحث عن مواصفات هؤلاء الأخيار، وسأعرض لك بعضاً مما ذكره العلماء من وسائل موصلة لتحقيق رضا الله عن عبده في الدنيا، والمترتب عليها رضاه ورضوانه عنه في الآخرة.

أولاً: طلب العلم الشرعي الأصيل الذي به تعرف الحلال من الحرام وتقف على أصول الدين وفروعه، خاصةً فيما يتعلق بصاحب العظمة والجلال جل جلاله سبحانه، وما يجب وما يجوز وما يستحيل في حقه سبحانه، ثم معرفة ما يتعلق بحبيبه صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن يصل لمقام الرضا من لا يعرف سيده ومولاه من خلال كلامه وكلام نبيه عنه صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: التطبيق العملي الدقيق لهذا العلم الصحيح، والحرص كل الحرص على الاجتهاد في أداء الواجبات ومعها السنن المحبوبات، مع الترفع عن المحرمات والمكروهات.

ثالثاً: دوام ذكره سرّاً وعلانية ليلاً ونهاراً قياماً وقعوداً، وحتى وهم نيام.

رابعاً: عدم التعلق بالدنيا، بل لا بد من الرضا منها بما قسمه جل جلاله، وعدم طلب المزيد منها، والذي يشغل العبد غالباً عن ذكر مولاه والتلذذ بكلامه، وشغل القلب عن التفكير في الدنيا وكيفية تحصيلها والإكثار منها.

خامساً: مصاحبة الصالحين المتقين من عباد الله الصالحين الذين إذا رأيتهم ذكرت الله برؤيتهم.

سادساً: الدعاء والإلحاح على الله أن يرزقك رضاه ومحبته وأن يذيقك حلاوة الإيمان.

سابعاً: الإكثار من قول: (اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار)، وحديث: (اللهم أقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك).

ثامناً: الإكثار من قراءة القرآن الكريم؛ لأنه روضة المحبين الصادقين وكذا الاستماع إليه من أصوات المشاهير من القراء.

تاسعاً: دوام مراقبته وإشعار القلب بقربه ومشاهدته لما يجول فيه، والتأمل والتدبر في أسمائه وصفاته.

عاشراً: الانكسار والتذلل بين يديه وزيارة الفقراء والمساكين، وأن تحسن الظن بالله، وأن ترى أن ما قدره هو خير لك في دينك ودنياك.

هذا مع تمنياتنا لك بالتوفيق والرضا والرضوان.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبيرمحمد

    جزاك الله خيرا واجعله في ميزان حسناتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً