الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على دواء التريتكو للخروج من الحالة النفسية

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة استشارات سابقة، وأخبركم أني بعد الانتهاء من فترة تناول التربتزول بعد الريميرون تناولت الترتيكو للرغبة في زيادة الوزن، ولكني لا أشعر بتحسن مع التريتكو، وأشعر كذلك أن حالتي النفسية غير جيدة، وأشعر في فترة الليل باختناق، ولا أعلم هل سببها فصل الشتاء أم حالتي النفسية؟ خصوصاً أن أختي تزوجت وكنت مرتبطة بها، وأحس الآن بالوحدة، وأن سلوكي مع أخواتي به شيء من العصبية، وأشعر أني حساسة من المواقف وأحياناً أبكي.

وقد تناولت الريميرون وتوقفت عنه بعد خمسة أشهر لغلاء ثمنه، ثم تناولت التربتزول 50 مليغرام لمدة ستة أشهر، وأوقفته تدريجياً، ثم تناولت الترتيكو منذ شهر أملاً في أن يكون عاملاً في فتح شهيتي، ولكني أشعر أني غير جيدة، وأشعر بقلق وأحاول التغلب عليه.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبخصوص الأدوية التي قمت بتناولها فكلها أدوية جيدة، ولكن نعرف أن الدواء ربما يفيد إنساناً ولا يفيد إنساناً آخر، ولابد أيضاً من التركيز على آليات العلاج الأخرى، مثل التفكير الإيجابي، والتفاؤل، والفعالية، وأن يشعر الإنسان أن لحياته معنىً، وأن يرتب أوقاته، وبالطبع أن يستعين بالله تعالى في كل أحواله وأموره، فهذه إن شاء الله كلها تساعد الإنسان على زوال هذه الأعراض الاكتئابية.

وبالنسبة لهذا الاختناق الذي يأتيك أثناء الليل، فأعتقد أنه مجرد قلق وليس أكثر من ذلك؛ لأن القلق النفسي كثيراً ما يؤدي إلى انقباض خاصة في عضلات الصدر والرقبة، وهذا يشعر الإنسان بنوع من الخنقة كما تفضلت، ولا أعتقد أن لها علاقة بفصل الشتاء.

وبالنسبة لزواج أختك، فهذا أمر مفرح ومسعد، ويجب أن تكوني فرحة وسعيدة لذلك، وأقدر مشاعرك لارتباطك بها، ولكنها الآن أصبحت لها مسؤولياتها الزوجية، وعموماً؛ حاولي أن تكوني أكثر استرخاءً، وأكثر تفاؤلاً، ولا داعي للحساسية والعصبية مع إخوتك، فالإخوة من أفضل ما وهبنا الله تعالى، وعليك بالحوار وطول البال، وعليك بالصبر، والإنسان حين يكون محاوراً ومستمعاً جيداً، يستطيع أن يتقبل آراء الآخرين إذا كانوا من أقربائه أو إخوانه أو حتى من غيرهم، وعليك دائماً أن تتأملي وتتذكري أنك لو فقدت أعصابك في وجوه الآخرين، فهم لن يقبلوا ذلك، إذن عليك أن لا تتعصبي مع الآخرين، وهذا إن شاء الله يشعرك بتجنب الحساسية، وسيكون من الجيد أيضاً أن تعبري عما بذاتك أولاً بأول، ولا تتركي الأمور تتراكم، حيث أن التراكم يؤدي إلى نوع من القلق الداخلي واحتقانات.

وبالنسبة للعلاج الدوائي فلا نؤيد أن يتنقل الإنسان من دواء إلى دواء إلا بعد فترة معينة، وأنت الآن على التريتكو منذ شهر، وهذه تعتبر مدة غير كافية للتأكد من فعالية الدواء أو عدمها، فنصيحتي لك أن تستمري عليه، ولابد أن ترفع الجرعة إلى 150 مليجرام، وجرعة 150 مليجرام هي الجرعة الفعالية بالنسبة لهذا الدواء لكثيرٍ من الناس، فأرجو الصبر عليه، ولابد أن يُجرب لمدة ثلاثة أشهر على الأقل على جرعة 150 مليجرام، علماً بأنه دواء مفيد جداً ومحسن للنوم، كما أنه فاتح للشهية، ومزيل للاكتئاب، ومزيل للقلق، وقد وُجد أنه أكثر فعالية بالنسبة للنساء خاصةً، فأرجو أن لا تتوقفي عنه، ويجب أن نعطي هذا الدواء الفرصة الكاملة.

وتوجد بدائل أخرى، مثل العقار الذي يعرف باسم ماينسرين (Mianserin)، فهذا الدواء من الأدوية الجيدة، وهو فاتح للشهية ومحسن للنوم، وهو غير موجود في بعض الدول، ولكن فيما أحسب هو متوفر في مصر، ولا أريدك أن تتوقفي عن تناول التريتكو، إنما أودك أن تستمري عليه وترفعي الجرعة. نسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الفائدة والخير الكثير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً