الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

برامج علاجية للتبول اللاإرادي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
ابنتي في الـ(15) من عمرها ولديها مشكلة التبول اللاإرادي أثناء النوم وهو من النوع الأولي Primary enuresis (مستمر منذ الطفولة من دون فترات توقف) وكذلك هو ليس من النوع العضوي؛ إذ أنها تتحكم في التبول بشكل طبيعي أثناء النهار (يعني: وهي مستيقظة) وهي لا تعاني من أي مشكلات صحية فتغذيتها ونموها طبيعيين تماماً.

هي أكبر إخوتها وتعيش وسط أسرة مستقرة، فهي تحظى بكامل الاهتمام والعطف من والديها ولم يتم تعنيفها أو السخرية منها فيما يتعلق بمشكلتها، بل لم يعرف أحد بوجود هذه المشكلة لديها (ولا حتى أخواتها اللائي يساكنها نفس الغرفة) ولا توجد والحمد لله أي مشاكل أسرية أو تفرقة بينها وبين إخوانها الصغار، وهذه العادة كانت موجودة عند أحد أقاربها من جهة الأب ثم توقفت عند البلوغ، وكذلك موجودة لدى أخيها الصغير (6 سنوات).

تكمن مشكلتها في أن نومها عميق جداً فهي تصل إلى المرحلة الرابعة من النوم Stage 4 وبالتالي لا يستطيع دماغها الاستجابة للتنبيهات الصادرة من عضلات المثانة.

تبلل الفراش يمكن أن يحدث يومياً لكنني اعتدت أن آخذها إلى الحمام بعد نومها بقليل وهي غالباً ما تكون في غير وعيها لأنني لا أستطيع أن أوقظها تماماً بالرغم من محاولتي ذلك بشتى الطرق، وأحياناً ربما تتذمر وتتضجر وتعاملني بغير طبيعتها، وحينما أسألها في الصباح لا تتذكر أي شيء مما حدث.

بقي أن أذكر أن استعمال تقليل السوائل لفترة قبل النوم أو التبول قبل النوم مباشرة أو غيرها من الوسائل الوقائية لا تنفع معها، وحسب علمنا أنها ليست وسائل نافعة في العلاج.

هنالك عيادة في أمريكا تعالج عبر الهاتف من دون أي عقاقير طبية ولديهم موقع على شبكة الإنترنت (Drybed.com) وهم يركزون على معالجة ثقل النوم أو ما يسمونهSleep disorder على اعتباره السبب وراء مشكلة التبول الليلي Underling cause وذلك بواسطة تدريب المخ على التنبه، ويقولون أن هذه الطريقة في النوم (النوم العميق) ليست صحية وأنها تسبب العديد من المشكلات من بينها تقليل كمية الأكسجين المستهلكة أثناء النوم .

1- ما هي الرؤية النفسية والشرعية والطبية لهذه المشكلة وكيف نتعامل معها ونعالجها؟

2- هل تنصحونا بالتعامل مع هذه العيادة الأمريكية (مع العلم أن تكاليفها ليست قليلة لكن إمكانياتنا والحمد لله تسمح؛ إن كان العلاج بهذه الطريقة صحيحا ومجديا)؟

3- (وهو سؤال مهم أرجو الإجابة عنه بشيء من التفصيل) أريد أن أعرف من خلال هذه الجوانب التي ذكرتها (النفسية والشرعية الإسلامية والطبية) ما حقيقة هذا النوم العميق؟ وأريد طريقة عملية لإيقاظها ونقلها من حالة النوم العميق (أو شبه الإغماء) إلى حالة الاستيقاظ والوعي بشرط أن لا تؤثر عليها نفسياً أو جسدياً بأي شكل من الأشكال لأنني سمعت مثلاً أن رشها بالماء لإيقاظها قد يسبب لها الصرع، فهل هذا صحيح؟

4- هي مقبلة على الزواج بعد أقل من ثلاثة أشهر، فهل ستؤثر مشكلتها على علاقتها بزوجها؟ مع العلم أنه يعلم بالأمر وهو متقبل له ويساعدنا في البحث عن حل، وقد أخفينا عنها إخبارنا لخطيبها فهل نخبرها الآن أم نتركه إلى حين اقتراب موعد الزواج؟ (وقد أخبرتنا المسؤولة عن العيادة الأمريكية أن العلاج يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل مما يتطلب تعاون زوجها بعد الزواج).
أرجو أن تعجلوا بالإجابة.
وجزآكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه الحالات توجد، وعمق النوم لدى بعض الأشخاص معروف، وأنا لا أرى أن هنالك مانعاً من التعامل مع هذه العيادة الامريكية، ولكن قبل ذلك يمكن أن تدخل هذه الابنة - حفظها الله - في برامج علاجية جادة، وتحت إشراف مختص، وهذه البرامج تتمثل في الآتي:

1- التدرب على الاحتفاظ بالبول في المثانة لأطول مدة ممكنة في أثناء النهار.

2- ممارسة تمارين رياضية تقوي من عضلات البطن.

3- الحرص على إفراغ المثانة تماماً قبل النوم، علماً بأنه توجد دراسات تشير أن الكثير من الذين يعانون من التبول اللا إرادي هم في الأصل لا يفرغون المثانة بالصورة المطلوبة، ومنهم من يترك حوالي 25%من البول دون إفراغة، خاصة لدى البنات، وذلك أنه بعد أن تختفي حرة البول وضغطه بعد بداية التبول وانقطاع البول ينهض الشخص دون أن يدفع لإخراج بقية البول.

4- طريقة الجرس تعتبر من أفضل وأنجح طرق العلاج في مثل حالة هذه الابنة، ومهما كان عمق النوم فالجرس ينبه المخ؛ مما يؤدي إلى نوع من الارتباط الشرطي الذي من خلاله يستيقظ الشخص بعد أن يبدأ في التبول على الفراش وبمرور الزمن يتم فك الارتباط الشرطي، وتتعود صمامات المثانة على عدم الانفتاح إلا وقت الاستيقاظ، أعرف أن هذه الطريقة تتطلب الكثير من الصبر، ولكنها قطعاً مجدية.

5- استعمال الأدوية مثل التفرانيل والهرمونات المانعة لإدرار البول لها جدواها أيضاً، ولكن يفضل أن تكون تحت إشراف طبي.

6- وجد أن مجرد التشجيع وعدم الانتقاد يساعد الكثيرين في التخلص من هذه المشكلة ( وقد ذكرتم أنكم لا تنتقدونها فهذا حسن)

7- النوم العميق لا يقلل من كمية الاكسجين للمخ إلا إذا كان الإنسان مصاباً بما يعرف بعلة انقطاع التنفس أثناء النوم.

8- هنالك من رأى إعطاء الأدوية المنبهة لتخفيف النوم، وهذه معروفة وموجودة، ولكنها يجب أن تكون تحت إشراف طبي أيضاً.

9- ثقل النوم كثيراً ما يكون مرحليا، بعده قد يتغير عمق النوم لدى الإنسان بصورة تلقائية.

10- تناول الكافيين في أوقات مبكرة من الليل ربما يساعد على تخفيف النوم لدى البعض.

11- أرى أنه من المستحسن إخطار هذه الابنة أن خطيبها على اطلاع بحالتها، وهذا سوف يساعدها أكثر مما يضر بها، وكما تفضلت فإن تعاون زوجها مطلوب، وأنا أتوقع أن هذه الابنة سوف تتحسن حالتها بعد الزواج، خاصة فيما يخص التبول اللا إرادي؛ لأن الشعور بالمسوؤلية يقوي من الإنسان مما يمكنه التخلص من بعض مشكلاته، إرادية كانت أو غير إرادية.

أسأل الله لها التوفيق والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً